سلطان يفتتح مؤتمر الغذاء والدواء الدولي في جامعة الشارقة

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة - وضمن مواصلة الإمارة لاحتفالاتها بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014 - فعاليات المؤتمر الدولي "الغذاء والدواء في ضوء المستجدات من منظور الفقه الإسلامي" الذي يقام بتنظيم من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، وتحتضن جلساته قاعة الزهري بمبنى الطلاب، وتستمر فعالياته حتى اليوم الخميس .

كانت فعاليات حفل الافتتاح بدأت بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم قدم الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالوكالة كلمة ترحيبية، تقدم فيها بالنيابة عن أسرة جامعة الشارقة بأسمى معاني الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على رعاية سموه هذا المؤتمر، شأن سموه في ذلك كشأنه في كل الأنشطة العلمية والثقافية العالمية التي تعقدها جامعة الشارقة وتلك التي تعقدها إمارة الشارقة بشكل عام، ولا سيما تلك التي تعقدها هذا العام ضمن مناشطها المختلفة لتخليد ذكرى اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 والتي تدخل جميعها ضمن مشروع سموه النهضوي العلمي والثقافي على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتحظى جامعة الشارقة وبكل فخر واعتزاز بالنصيب الأوفر من الفعل العلمي والفني والمعرفي في هذا المشروع الحضاري الجليل .

وأضاف "إنها لسنّة محمودة وعرف جميل أن تستضيف إمارة الشارقة، على تعاقب فصول السنة، وفود العلماء والباحثين والأدباء وتفتح أبوابها لإعلاء الكلمة الطيبة المضيئة، ما بوأها اليوم عن أهلية واستحقاق مواقع الصدارة العلمية والثقافية، وتوجها عاصمة للثقافة الإسلامية، وقبل ذلك عاصمة للثقافة العربية لهذا، وفي إطار هذه المناخات العلمية والفكرية والثقافية الغنية والحافلة غدت جامعة الشارقة صرحاً معرفياً باذخاً من صروح هذه الإمارة الرائدة، نتيجة لحرصها الراسخ على متابعة مستجدات العصر العلمية والثقافية والحضارية" .

وتابع قائلاً: "إن هذا المؤتمر الدولي الذي تنظمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالتعاون مع كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة أحد الأنشطة العديدة التي تعقدها الجامعة لمواكبة اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، لأنه مؤتمر علمي عالمي يبحث في مستجدات الغذاء والدواء من منظور فقهي، لتجسيد الحجة الدامغة الملزمة على اتساع صدر الشريعة الإسلامية لمستجدات العصور، ووثوق العروة بين وحي السماء وواقع الأرض، واستئناف الرشد الحضاري الرهين باستيعاب فتوحات العلم التجريبي والصناعة التكنولوجية الأمر الذي لاشك، أنه يلهب عزائم أهل العلم من المشرق والمغرب، فيشاركوا في فعالياته لتدارس قضاياه وإشكالاته على هدي من المقاصد الشرعية والقواعد المرعية" .

وأشار إلى أن هذا المؤتمر هو أول الغيث، وستعقبه مؤتمرات تحت قباب هذه الجامعة في إطار الاحتفال بإمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية برعاية ودعم كبيرين من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يؤمن كل الإيمان بأن صلاح الأمة منوط بصلاح خاصتها، وخاصتها هم أهل العلم والعرفان .

وأوضح أن من بين هذه المؤتمرات، مؤتمر الشارقة الدولي في لغة القرآن الكريم ومستجدات العصر والإنسان، وتعقده جامعة الشارقة بالتعاون مع المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بنهاية شهر إبريل/ نيسان الجاري، والمؤتمر العالمي الرابع عشر في تطبيقات تكنولوجيا الحقيقة الافتراضية في الإنشاءات والعمارة الحديثة والإسلامية الذي تنظمه كلية الهندسة بالتعاون مع كلية العلوم في الجامعة بمنتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، كما تعقد كلية العلوم في الجامعة في منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مؤتمر الشارقة الدولي الثاني لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، وفي نفس الفترة يعقد الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مؤتمره الحادي عشر تحت رعاية رئيسه الفخري صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي .

ودعا في ختام كلمته الله عز وجل أن ينجح مقاصد هذا المؤتمر، ويكلل مساعي المشاركين فيه بالظفر وينفع بفتوحاته وأبحاثه أمة الإسلام، مجدداً شكره وامتنانه إلى صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة لرعايته فعالياته، والشكر موصول لكل من أسدى معروفاً أو صنيع خير من المشرفين على لجان المؤتمر والقائمين على إدارة فعالياته، والداعمين له ولو بالكلمة الطيبة والسعي الجميل، كما جدد ترحيبه بضيوف المؤتمر الأجلاء متمنياً لهم في رحاب إمارة الشارقة الباسمة وتحت قباب جامعتها مقاماً طيباً محفوفاً بروح العلم وريحان القلم .

وألقى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالله الخطيب كلمة المؤتمر الافتتاحية جاء فيها: "إن من دواعي السرور والحبور أن تضطلع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالتعاون مع كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة بتنظيم مؤتمر عالمي حول "الغذاء والدواء في ضوء المستجدات من منظور الفقه الإسلامي" ومما يزيد من غبطتنا وحبورنا أن يكون لهذا المؤتمر حيز ملحوظ في فعاليات اختيار إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام ،2014 وأن يحظى برعاية سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة، وهذه واحدة فقط من أياديه البيضاء على العلم والعلماء" .

وقال إن التعاون مع كلية العلوم الصحية هو واجب مهني وشرعي تمليه دواعي تسديد الاجتهاد الفقهي في المستجدات حتى تقر المسائل في نصابها الصحيح، ويستقيم تحقيق مناطها وعلماء الغذاء والدواء هم أهل الخبرة والتخصص ولا مناص من استطلاع رأيهم فيما يفد على الساحة الفقهية من قضايا مترادفة ونوازل مستأنفة، وإن من يمن هذا المؤتمر وحسن طالعه أن هيأ الله تعالى له رجالاً من صفوة العلماء المشاركين ليدلوا بدلوهم في هذا الموضوع المهم، فقد تواردت المشاركات العلمية على فنائه من 19 دولة عربية وإسلامية وأوروبية، وبلغ عددها 133 بحثاً اعتمد منها - بحسب معايير التحكيم العلمي - 79 بحثاً، وكان لطلاب كليتي الشريعة والعلوم الصحية يد طولى في إثراء موائد البحث وإدارة دفة التنظيم .

وتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ما يوليه للعلم والعلماء من سابغ العناية ووافر التقدير، سنة ورثها عن سلفه المغفور له زايد الخير والدر من معدنه .

ونيابة عن ضيوف المؤتمر الدولي للغذاء والدواء في ضوء المستجدات من منظور الفقه الإسلامي، ألقى سماحة مفتي زحلة والبقاع ومدير أزهر لبنان الشيخ خليل الميس كلمة بهذه المناسبة قال فيها: "أن تكون الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014م، فهذا محل اعتزاز وتقدير لأمتنا العربية والإسلامية، فالشارقة تمثل نموذجاً ثقافياً وحضارياً مزدهراً يحتذى به في شتى أرجاء العالم هذا المشروع الناجح الذي عكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، باعتباره مثقفاً ومبدعاً ومؤرخاً، وقد انطلقت من الشارقة والإمارات للعالم رسالة المحبة والتسامح عبر العمل الملحمي العالمي "عناقيد الضياء"، وقياماً بالواجب الشرعي، فقد بذلت أقصى الجهود للإعداد لهذا المؤتمر الدولي، تحت عنوان "الغذاء والدواء في ضوء المستجدات من منظور الفقه الإسلامي" الذي قدم فيه ثمانون بحثاً من عشرين دولة .

وأضاف "هنا كأني بصاحب السمو حاكم الشارقة مخاطباً العلماء الفضلاء بقوله: لا للمحرمات في سلطاني، وفوضت إليكم أيها العلماء تحرير الفتوى فيما يعرف بشبهات الغذاء، وتابع "باسمي ونيابة عن العلماء والباحثين المشاركين في هذا المؤتمر العلمي، أتقدم بجزيل الشكر وعظيم العرفان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وأنتم تهتمون بغذاء أبنائكم وسلامة أبدانهم ورعاية صحتهم بدواء لا ضرر فيه، كما أتقدم بجزيل الشكر إلى جامعة الشارقة رئيساً ومديراً وهيئة تدريسية وإدارية، وأخص بالذكر كلية الشريعة وكلية العلوم الصحية على الجهود العظيمة في إنجاح هذا المؤتمر وعلى حسن الضيافة والاستقبال" .

حضر وقائع افتتاح المؤتمر كل من الدكتور عمرو عبدالحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، والدكتور صلاح طاهر نائب مدير الجامعة لشؤون المجتمع، والدكتور حسام الدين حمدي نائب مدير الجامعة لشؤون الكليات الطبية، وماجد الجروان نائب مدير الجامعة لشؤون العلاقات العامة، وجمع غفير من طلبة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية العلوم الصحية، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الكليتين، وأصحاب الفضيلة والعلماء المشاركين بأوراق عمل في المؤتمر .

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك