ميس حمودة لا تبصر سوى المقدمة
قبل خمسة أعوام أحدثت الفارق بقوة، وصنعت الحدث في محيطها، حين لفتت الأنظار بـ«ثقة مبصرة» إلى مسمى حققته عن جدارة واستحقاق، بعد أن حجزت لنفسها مركزاً متقدماً بين الأوائل العشرة في الثانوية، المركز الرابع على مستوى الدولة في الفرع الأدبي، بمعدل 98.6 %.
علامة التعجب الكبيرة هنا؛ منبعها أن ميس أحمد حمودة فتاة كفيفة، نالت حصتها بين الأوائل في الدولة، وحافظت على الرقم 1 في الجامعة، حين تخرجت إعلامية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى بمعدل 4/4 من جامعة الشارقة، وهي مستمرة في مسميات دراسية أخرى.
ميس الإعلامية الاستثنائية، ولدت لا تبصر من هذه الحياة سوى الإرادة؛ ودرست في ظروف صعبة، وتميزت في مدرسة الحكمة الخاصة في عجمان، وظلت في المقدمة، إلى أن جاءت الثانوية لتمنحها شهادة رفيعة ضمن الأوائل العشرة..
وهو ما أهلها للتكريم من معالي وزير التربية والتعليم، والأهم؛ حصولها على مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تسلمتها من سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وكانت منحة دراسية وهدايا عينية داعمة لها دراسياً.
منحة الدراسة
حصلت ميس على دعم مادي ومعنوي كبيرين، وظفرت بحلمها الصغير «منحة دراسية» على نفقة سمو الشيخة هند، إضافة إلى أجهزة ذكية متنوعة تساعدها على الدراسة الجامعية، وهو ما مهد السبيل أمامها لدراسة الإعلام في جامعة الشارقة، كما اختارت ميس، وهناك أبدعت دراسياً ومهنياً، وظلت الأولى في التفوق والتحصيل، حتى التخرج بالعلامة الكاملة.
العام الماضي أنهت حصتها الدراسية الأولى في بكالوريوس الاتصال الجماهيري «صحافة مطبوعة»، ونظراً لواقعها المتميز مع مرتبة الشرف، ظفرت إحدى الإذاعات المحلية بمقابلة قصيرة معها..
وحينما سُئلت عن طموحها قالت إنها تود إكمال دراستها، وبعد دقيقتين على المقابلة، جاءتها مكالمة تخبرها بأن حرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تقدم لها منحة الماجستير في الإعلام؛ كما تشتهي ميس.
طموح الوظيفة
حتى الآن تواصل ميس دراسة الماجستير في الإعلام بجامعة الشارقة، وفي الوقت ذاته تكنّ في داخلها طموحاً أكبر، وهو الحصول على وظيفة في الجامعة ذاتها...
كما تحلم، مؤكدة أنها لا تزال تتمسك بالمرتبة الأولى دراسياً ومهنياً، بعد أن تمكنت من إنجاز الكثير من الأشكال الصحافية الميدانية، ونشرها في مجلات مختلفة، إذ تحرص ميس على الخروج إلى الميدان ومقابلة الناس والإلمام بكافة التفاصيل الصحافية من أجل خدمة طموحها الإعلامي الكبير، الذي لن يتوقف عند حدود الماجستير أو الدكتوراه.
في جامعة الشارقة التي اختارتها للدراسة بعد مكرمة سمو الشيخة هند، وواصلت فيها المشوار بمنحة الشيخة جواهر، أمضت ميس سنوات لا تخلو من الصعوبة والمتعة في آن معاً.
ففي البداية كما تقول خصصت لها إدارة الجامعة، مرافقة لإيصالها إلى محاضراتها، لكنها سرعان ما تخلصت منها، لأنها كما تقول «تشعر بأنها تعيق طريقها»، وبعد شهور قليلة حفظت ميس المكان بقلبها وعقلها، وأصبحت تتنقل بين كل المرافق بوساطة العصا البيضاء.
4 بنات
ميس أحمد كايد حمودة، إحدى أربع بنات رزق بهن والدها: الأولى صيدلانية، والثانية ميس كفيفة، والثالثة مهندسة، والرابعة طالبة مدرسة متفوقة وكفيفة.
أما الوالد فهو مهندس معماري، والأم ربة بيت، وهما مفتاح التفوق لدى البنات الأربع. ورغم فقدان البصر، إلا أن ميس تمتلك بصيرة قوية جداً، أهلتها لتحقيق طموحها الإعلامي الذي أبصرته قبل كل شيء، وحبها لهذا المجال لم يأتِ من فراغ، فالإعلام بالنسبة لها مهنة اجتماعية مرموقة، وهي تجد نفسها في هذا المحيط الاجتماعي والمعرفي.
وقد حرصت على بذل كل الجهود الممكنة لأن تصبح إعلامية ناجحة، وإلى اليوم تواصل ميس الخطى الواثقة نحو طموحها الإعلامي الكبير الذي يستند إلى تفوقها الدراسي والنفسي والاجتماعي المشهود.
المصدر :
http://www.albayan.ae/across-the-uae/education/2014-03-29-1.2090731