صباح الخير- رسالة سلطان
بوعي الحاكم العالم، التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أعضاء هيئة التدريس الجدد في جامعة الشارقة، متوجهاً إليهم بخلاصة تجربة طويلة وعميقة في العلم والعمل، حيث التأكيد على العلم في استقلاله وفي طلبه لذاته، نحو المزيد من بناء الوطن والإنسان، عبر علم حقيقي لا يقدم بالطرق التقليدية، ونحو ايجاد نوع من التوازن بين الدرس والنشاط اللاصفي والترفيه في جامعة الشارقة التي هي اليوم منارة إشعاع يفخر بها كل إماراتي وعربي .
والواقع أن هذه النظرة المشرفة على المستقبل أصبحت سمة جامعات الشارقة التي يشرف عليها ويرعاها سلطان العلم والثقافة، وإن تمثل الشاهد القريب في جامعة الشارقة باعتبار المناسبة أيضاً، وفي الشارقة اليوم مدينة جامعية ئمتميزة على مستوى المنطقة العربية، ومن الصعب والنادر وجود مثيلاتها على مستوى العالم، ومن الأسباب أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان دعم جامعات الشارقة بكل الوسائل المادية والمعنوية، انطلاقاً من إيمان راسخ بالتعليم المنظم مؤسسياً، وكذلك من اشتغال بالعلم وشغف به من قبل سموه، حتى أصبح العلم إلى جانب الثقافة بعض طابع الشارقة، المدينة والإمارة، والفكرة والمشروع .
نعود إلى الحوار الجاد بين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان وأعضاء هيئة التدريس الجدد في جامعة الشارقة، حيث ينطوي الموضوع على مضامينه الأخلاقية والنفعية في آن معاً، فها هو الحاكم المثقف، المهندس والباحث والمؤرخ والشاعر والمسرحي، الحاكم رئيس الجامعة، يحتفي، بفرح ظاهر، ب"زملائه" الجدد، ويقول لهم كلمة توجيهية في مستهل عامهم الأكاديمي .
والعام عام طلاب جامعة الشارقة وجامعات الشارقة وجامعات الإمارات جميعاً، وكلمة سلطان تصلح تماماً للتعميم والتطبيق الواسع، فنحن أمام مراحل مهمة متواصلة من العمل الوطني، بكل استحقاقاته وتحدياته، والرهان أن ينصت شبابنا إلى هذا الحس العالي بالمسؤولية، مسؤولية العلم والحياة، وهل العلم إلا الحياة؟
هكذا أراد سلطان، والرسالة وصلت لأنها واضحة ومن القلب، والرسالة وصلت لأنها تخاطب العقل بلغة الحكمة، وفيها أن العلم للعلم، وأن العلم للعمل، وأن التعليم عملية خلاقة ومبدعة لتقديم العلم عبر أجمل الأساليب وأيسر السبل، وأن في العلم والثقافة، بهذا المفهوم المتقدم المتوازن بين الأصالة والمعاصرة، وبين التدريس الصارم والتلقي الجاد من جهة، والأنشطة الجامعية الحياتية من جهة ثانية، الوقاية الأكيدة من تأثر الطلاب والشباب بتيارات التطرف والظلام .
الرسالة وصلت، فشكراً سلطان .
المصدر: