عقول جامعة الشارقة تلبي حاجات المجتمع

الشارقة - زكية كردي:

ليست مجرد أفكار مدونة على الورق، ولا هي مجرد مجسمات صغيرة لمشاريع طلبة همهم العبور من بوابة الجامعة إلى مكاتب الوظيفة، بل هي مشاريع وابتكارات ملهمة تناطح المستحيل للخروج إلى الحياة والوجود على أرض الواقع . فمن ابتكار طرق جديدة للتبريد بعيداً عن الاعتماد على الكهرباء، إلى تحدي الأفكار والمستحيلات الثابتة والخروج للمشي فوق سطح الماء، إلى الغوص في أعماق البحار لنحافظ على البيئة بابتكار جهاز جديد يعمل على تنظيف النفايات في أعماق البحار، نبحر بين الكثير من الأفكار والابتكارات المفعمة بالطموح في الملف التالي الذي يضيء على جهود جامعة الشارقة في خدمة المجتمع بمنح النظريات وأحدث المناهج روحاً تطبيقية تبرهن على ضرورة اقتراب المؤسسات التعليمية من محيطها لتلبية احتياجاته، بل واستشرافها .

يعمل بالمصادر المتجددة

البيت الذاتي عنوان لبيئة نظيفة

يعتمد البيت الذاتي على نفسه لتوفير الطاقة من المصادر المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقتين المائية وغاز الميثان المستخرج من الفضلات وبقايا الطعام . المشروع فكرة الطالبات فاطمة جاسم الرئيسي "طالبة في كلية هندسة الطاقة" ونمارق عبدالقادر "طالبة في كلية هندسة الطاقة" وبسنت محمد شريف "طالبة في كلية الهندسة النووية" .

تقول شريف: هدفنا من هذا المشروع هو الحصول على بيئة نظيفة مع تلبية حاجاتنا من الطاقة لذلك لجأنا إلى المصادر المتجددة، فبنينا مجسماً لبيت يعمل كليا بالمصادر المتجددة، فسقفه عبارة عن لوح شمسي قادر على الاستدارة في جميع الاتجاهات وذلك لاستغلال اكبر قدر من الأشعة الشمسية . والمخزون الإضافي من هذه الطاقة نقوم بتخزينه لاستعماله في وقت لاحق، فالطاقة الشمسية بدورها تنير البيت بأكمله وعند توصيلها بأي جهاز داخله تقوم بتشغيله أيضاً . أما طاقة الرياح فهي مصممة خصيصاً لفصل الشتاء، وعند توافر الرياح يوضع التوربين الهوائي على بعد كاف من البيت وهو مزود بمولد يحول طاقة الرياح إلى أخرى كهربائية تشغل الأجهزة . إضافة إلى ذلك استخرجنا الطاقة من الفضلات أيضاً بتركها فتره من الزمن في وعاء أغلق بإحكام وبعض التوصيلات لنقل الغاز المتصاعد من عمليه التحلل ومحاولة إشعال النار منه وبالفعل نجحنا في إشعال شمعة باستخدام الغاز الناتج من التحلل (غاز الميثان) . على صعيد آخر هذه الطاقة نستطيع استخدامها لطهي الطعام بدلاً من الغاز الطبيعي، فمع استخدام كمية أكبر من الفضلات وتركها للتحلل مدة اطول نستطيع الحصول على كمية كبيرة من الطاقة وأيضاً يمكننا استخدامها في أي جهاز آخر عن طريق تخزينها في بطاريات وذلك بإضافة مادة (mixed oxide) وبهذا يسهم في الحفاظ على البيئة ومصادرها غير المتجددة كالغاز الطبيعي وفي نفس الوقت نساعد على إعادة التدوير والتخلص من النفايات بطريقة مثلى .

وتضيف أن آخر مصدر استخدم في البيت هو الجزء المائي وهو عبارة عن أنبوب يقوم بتجميع ماء المطر المتساقط ثم يمر على جهاز فلترة ينقي المياه من أجل استخدامها داخل المنزل، وأثناء نزول الماء في الأنبوب، يمكن استغلال قوة الدفع هذه كمصدر للطاقة أيضاً كفكرة السدود . وقام الفريق بتنفيذ هذا التصميم على شكل بيت بتكلفة أقل من 200 درهم، ويمكن أن يعمم على أي منشأة . وعن تكلفة تطبيقه على أرض الواقع تؤكد بسنت شريف أن الأمر يقتصر فقط على تكاليف شراء هذه المعدات وبعد ذلك تعمل بذاتها سنوات طويلة .

طريقة جديدة لتصنيع أكسيد التنغستن النانوي

تستخدم مادة التنغستن النانوي في صناعة مجسات الغاز، وفي الأسلاك المتوهجة في المصابيح الكهربائية، إضافة إلى استخدامها في صناعة ورق الشجر الصناعي . وكانت الفكرة التي تبنتها الطالبة ملاذ سمير "طالبة في كلية هندسة الطاقة المتجددة" هي إيجاد طريقة جديدة وبسيطة غير معقدة كيميائياً لتصنيع هذه المادة بتكاليف أقل وبكفاءة أفضل، وأشرف عليها د . أنيس علاقي "مدرس هندسة الطاقة المتجددة في جامعة الشارقة" . وتقول عن الفائدة من هذا المشروع بأسلوب مبسط: إنه يستخدم في صناعة أوراق الشجر الصناعية، حيث يعمل على تحليل الماء إلى مادتي الأوكسجين والهيدروجين، لنستفيد من الأوكسجين في التقليل من الاحتباس الحراري، ومن الهيدروجين كخلايا وقود لتصنيع الطاقة، ويعمل الجهاز الذي ابتكرته بشكل رئيسي على فصل الأوكسجين والهيدروجين في مركب الماء . وتضيف أنها تعمل على تطوير المشروع من خلال تقليل نسبة محلول الكبريتك قدر الإمكان، للحد من التكلفة .

أسماء المزروعي: يمكن تطبيق المشروع على جميع البطاريات

اختارت أسماء سيف المزروعي "طالبة في كلية هندسة الطاقة" مشروعاً علمياً بحتاً عن تقنية النانو، لصناعة مكثفات عالية لتخزين الطاقة، بإشراف د . أنيس علاقي "مدرس مختبر الموائع وطاقة الرياح في برنامج هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة" . وعن فكرة المشروع الذي اختارته لتخرجها تقول المزروعي: هذا المشروع يستخدم كبديل للبطاريات التي تنتهي بسرعة، فهو ابتكار جديد يحفظ الطاقة لمدة أطول، ويعتمد على تحضير المادة بطريقة جديدة، وهو مناسب لجميع أنواع البطاريات، فقد يطبق على بطاريات الساعات والهواتف الذكية، ومختلف أنواع الأجهزة . وعن المرحلة التي وصل إليها المشروع، تقول: شاركت به في معرض المخترعين الذي أقيم في جامعة الشارقة قبل فترة، ولم يجرب حتى الآن، فالنتائج التي لدينا هي نظرية فقط، ومازلنا في طور التنفيذ لينتقل المشروع إلى الحيز العملي .

"صديق البحر" يحول وسائل النقل إلى مكنسة

طفل صغير يحمل عفوية السؤال ونقاء الفكرة كان محطة التأمل الأولى التي حملت بذرة مشروع جهاز يساعد على تنظيف أعماق البحار من النفايات، لتتمكن بثينة محمد الباهي "طالبة في كلية القانون" من تحويله إلى حقيقة من خلال موهبتها التي تتمتع بها منذ الصغر . شدها عالم الاختراعات مذ كانت في بداية المرحلة الإعدادية واستطاعت الفوز بالمركز الأول على مستوى المنطقة الشرقية في السعودية عن اختراع ينقي المياه التي تنزل من المكيفات بحيث تصبح صالحة لسقاية المزروعات .

عن أهمية فكرة مشروعها الجديد وتفاصيلها توضح أنه حتى الآن لا يوجد جهاز يعمل على تنظيف أعماق البحار من النفايات، فمازال الغواصون يقومون بهذه المهمة بأنفسهم، وهذا ما لاحظه شقيقها الأصغر فأوحى لها بفكرة المشروع، لتتمكن من إنجازه بشكله الأولي عام 2011 عندما كانت في المرحلة الثانوية . وشاركت به في مسابقة للبحث العلمي على مستوى السعودية واستطاعت الفوز بالمركز الثالث حينها، لتعود وتعمل على تطويره وإضافة التعديلات اللازمة عليه، وتشارك به من جديد في "لقاء المخترعين" في جامعة الشارقة، حيث إنها انتقلت إلى المرحلة الجامعية .

وعن المرحلة الجديدة في حياة المشروع، تقول: في البداية كان متخصصاً بجمع النفايات البلاستيكية فقط، وكان له حجم واحد فقط مناسب لتركيبه على ال "جيت سكي" فيحوله إلى مكنسة كهربائية تنظف الماء، لكن مع التعديلات التي أضفتها أصبح الجهاز يعمل على الطاقة الشمسية حفاظاً على البيئة، وأصبح قابلاً للتركيب حتى على ناقلات النفط بحيث يقدر على استيعاب كميات كبيرة من النفايات، وأعمل على التواصل مع الشركات التي يمكن أن تتبنى المشروع ليعمل الجهاز ويخدم المجتمع والبيئة البحرية ليحد من التلوث فيها كما أتمنى، فالاعتماد على هذا الجهاز يعتبر أفضل من المخاطرة بأرواح الغواصين من أجل القيام بهذه المهمة .

حذاء للمشي على الماء

جاءت الفكرة كمشروع بحث لمادة دراسية اسمها "ميكانيكا الموائع" وتتضمن دراسة قانون الطفو الوارد، فاقترح المدرس عدة أفكار انطلاقاً من هذا القانون، من ضمنها فكرة حذاء المشي على الماء التي أدهشت الطالبة عفراء ماجد العويس "هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة" في البداية حتى أنها أول من اعتبرها مستحيلة، لكنها بعد أن اقتنعت بإمكانية تطبيق الفكرة أحبت أن تكون السباقة في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة .

وعن تفاصيل تطبيقها للفكرة تقول: كان لدينا فترة إجازة في الجامعة، وأردت أن أستغلها بمفاجأة الجميع بمشروعي، وبالفعل تواصلت مع أستاذ المادة بالبريد الإلكتروني، واهتم بالأمر كثيراً وحرص على الإشراف على المشروع بكل خطواته، حتى أنهيت تطبيقه .

وتوضح أنها اختارت مادة الفلين لأنه خفيف الوزن إضافة إلى كونه رخيصاً، حيث تعاملت مع أحد مصانع الفلين المضغوط لينفذ الحذاء، وبالفعل نجح من أول تجربة له، ليحمل أكثر من ثمانين كلغ ويطفو بها فوق الماء لكنها لم تجربه بنفسها كونها تخشى الماء ولا تجيد السباحة . أما عن سلبيات المشروع، والنقاط التي تحتاج إلى تطوير برأيها فتوضح أن المشروع لايزال في المرحلة المبدئية، ويحتاج إلى كثير من التعديلات، مثل تقليص حجم الحذاء الكبير الذي يجعله ثقيلاً في الحركة فوق الماء، إضافة إلى أن مادة الفلين التي نجحت في الطفو فوق سطحه مادة قابلة للتفتت، ولهذا يجدر استبدالها بمادة أكثر عملية . وتضيف أن انشغالها بمشروع التخرج منعها من تطوير مشروعها، لكنها تعتزم العمل عليه فهو قابل للبيع في المستقبل، خاصة إذا استخدم في مضمار الألعاب المائية .

فاز بالمركز الأول في مسابقة سيمنز

"الصلصال البارد" مكيف المستقبل

من النقاشات العلمية التي تدور بين مدرس وطلابه تولد الكثير من الاقتراحات، والأفكار التي تتحدى الواقع للخروج إلى الحياة . وفي هذا الإطار كان التساؤل الذي طرحه د . عبدالحي العلمي "أستاذ مساعد في كلية هندسة الطاقة المتجددة في جامعة الشارقة" على طلابه، عن إمكانية التوصل إلى طريقة بسيطة للتبريد من دون الاعتماد على الكهرباء والحد من فواتير استخدام المكيفات التي تعتبر غالية الثمن . وبدأ الفضول بدورته الطبيعية في عقول الطلبة وحمل معه التحدي إلى كل من الطلاب فاطمة محمد مظلوم، وكاميليا ساهر عوكل، وماجد عديسان أبو عبدن من كلية الهندسة . ولم تكن فكرة المشروع قائمة من أجل المشاركة في مسابقة ما، أو التحضير لمشروع تخرج، بل كانت قائمة على الفضول فقط حسب المظلوم، وعن ماهية المشروع الذي عملت عليه مع فريقها، تقول: تعتمد الفكرة المبدئية للمشروع على تطبيق نوع معين من الصلصال على لوحة نحاسية داخل صندوق، يرمز لبيت، بحيث نرش الماء على الصلصال على مدى ساعات ليتبخر فيبّرد المكان، ويقوم الصلصال بالحفاظ على درجة الحرارة .

ويمكننا تلخيص فكرة المشروع باختصار بالاستفادة من خصائص الصلصال لاستخراج نظام تبريد يحل محل أنظمة التبريد التقليدية، ويمكننا من الاستفادة من الطاقة الشمسية على أفضل وجه، ويمكن لهذه الطريقة أن تبرد المباني أو حتى الأجهزة نفسها مثل اللوحات الشمسية التي تعتبر الحرارة العالية إحدى سلبياتها .

فريق "الصلصال البارد" استطاع أن يحقق نجاحاً ملموساً بمشروعه مما أوجد الدافع الكبير لتطويره، إذ فاز الفريق بالمركز الأول في مسابقة سيمنز العالمية ليتفوق على نحو 140 فكرة كانت تشارك في المسابقة . وتضيف المظلوم أن الفريق لايزال مستمراً بالبحث والعمل على تطوير المشروع لينتقل به إلى حيز التطبيق العملي .

حاز المركز الثالث في منافسة عالمية

"نبض الشمس" يولد الطاقة في أوقات الذروة

من عروق الشمس، أي أشعتها المتوهجة، وصل النبض إلى مشروع طلبة كلية الهندسة محمد عارف عبدالسلام، وجهاد حازم اسماعيل، وعادل زياد بإشراف د . عبدالحي العلمي "أستاذ مساعد في قسم هندسة الطاقة المتجددة" الذي كان هو صاحب الفكرة، ليعمل على توليد الطاقة من أشعة الشمس في أوقات الذروة، التي تكون الحاجة فيها إلى التكييف والتبريد في أوجها . وهذا ما دفع أفراد الفريق للتفكير بربط المشروع مع وحدة تكييف تعمل على الطاقة الشمسية ليتمكنوا من توليد طاقة نظيفة لتبريد الأجواء داخل أي مساحة . ويؤكد جهاد حازم إسماعيل "طالب في كلية هندسة الطاقة المتجددة" أن المشروع جديد كلياً، وأن الفكرة تعتمد على عكس أشعة الشمس وتسليطها على أسطوانة سوداء تمثل القشرة الخارجية للتوربين يوجد بداخلها أسطوانة داخلية حيث تتشارك الأسطوانتان مركزاً واحداً . وتحتوي الأسطوانة الداخلية على الماء، أي الوقود، ويفصلها عن الأسطوانة الخارجية الهواء، ويوجد في الأسطوانة الصغيرة ثقوب صغيرة تسمح بسقوط قطرات من الماء بشكل منتظم، حسب إسماعيل . ويقول: ما يحصل هو أن قطرات الماء هذه عند سقوطها وملامستها للسطح الخارجي ذي الحرارة العالية تتبخر فيتجمع البخار الساخن بين الأسطوانتين إلى أن يصل إلى ضغط جزئي معين يدفع الصمامات المغلقة على الأسطوانة الخارجية لكي تفتح ويندفع البخار خارج الصمامات بقوة دفع عالية كما في حالة الطيارات، وهذا يؤدي إلى دوران الأسطوانة الخارجية باتجاه معاكس لقوة دفع البخار، لتتشكل لدينا حركة دورانية تربط بوحدة تكييف (كومبرسور) فتمدها بالحركة الدورانية اللازمة لتوليد فرق ضغط الكومبرسور وخفض حرارة المحيط . وينوه سماعيل بأن الأسطوانة الخارجية لا تتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، بل تم تسليط الأشعة عليها من خلال عاكس يعمل على تركيز الأشعة المعكوسة على سطحها، وأن هذه النظرية تصلح للكثير من الاحتياجات عدا التبريد، لكن في هذا المشروع، ربطت مع وحدة التكييف نظراً للحاجة لهذه الوظيفة بالدرجة الأولى في منطقة الخليج العربي .

ويشير إلى أن المشروع استغرق نحو ستة أشهر حتى يرى النور، وأنه بحاجة إلى تبسيط طريقة التصنيع التي لم تكن فعالة بنسبة 100%، ومع هذا استطاع المشروع أن يحصل على المركز الثالث في مسابقة (سيمنز) التي تقام على مستوى الشرق الأوسط كل عامين . ويضيف أن الفريق بصدد البحث عن راعٍ يتبنى المشروع للعمل على تحسينه وتطويره من أجل الاستفادة منه عملياً .

القيادة في الضباب أصبحت آمنة

الكثير من الحوادث تحدث بسبب الضباب، فالسائق في هذه الحالة يجد نفسه أمام خيارين أولهما أن يوقف سيارته على جانب الطريق وينتظر زوال الضباب، وثانيهما أن يخاطر ويستمر بقيادة سيارته . ومن هنا جاءت الفكرة لثلاثة طلبة من كلية الهندسة، ليكون مشروعهم للتخرج هو "جهاز مساعد السائق للقيادة في الضباب" . ويبدأ محمد باسل الخالدي بالحديث عن عملهم الجماعي، قائلاً: كان العمل مقسماً إلى قسمين، الأول يركز على فكرة المشروع وإمكانية التطبيق، أما الثاني فكان يركز على تطبيق المشروع، الذي يقوم على الاعتماد على الأشعة تحت الحمراء لرؤية الأجسام التي تمر أمام السيارة حيث يتم تصويرها بكاميرا مثبتة في مقدمتها، ليعرضها على شاشة "إل سي دي" مثبتة أمام السائق بحيث لا يحتاج لأن يبعد نظره وتركيزه عن محور القيادة . والمشروع مجهز بعدد من الحساسات للحرارة ومقياس للرطوبة لتحديد مدى احتمالية استمرار الضباب، بالإضافة إلى "جي بي إس" يساعد في تحديد موقع السيارة، ويتصل بالشرطة أيضاً ليصلها بالمعلومات كافة حول حالة الطريق . ولم يكتف الفريق بدراسة الجانب التنفيذي للمشروع، بل حرص أيضاً على دراسة إمكانية تطبيقه، باستقصاء لآراء فئات مختلفة من المجتمع، حول التكلفة المناسبة لإضافة جهاز بهذه المواصفات إلى السيارة، وكانت النتيجة أن الأغلبية حددوا التكلفة مابين 1000 و1500 درهم .

ويوضح أحمد صالحين حسين أن المشروع لم يتم تجريبه حتى الآن في جو ضبابي حقيقي، بل في بيئة معدة خصيصاً للتجربة، حيث استخدموا مكثفاً للماء ينتج البخار وثبتوا الجهاز على صندوق شفاف من أجل تجربته، وتأكدوا من جاهزيته للعمل تماماً . ويؤكد حسين أن الجهاز قابل للتطوير في حال وجد الدعم المطلوب حيث يمكن أن يتحول إلى منتج يباع في الأسواق، كما يمكن أن تضاف إليه الكثير من الإضافات كرصد المركبات وبعض الميزات التي تساعد الشرطة في حالات الازدحام المروري والحوادث، وهذا ما ينوي الفريق القيام به، فالمرحلة القادمة بالنسبة إليهم تتمثل بالبحث عن شركة تتبنى المشروع من خلال المشاركة في المعارض المختصة لتتعرف إليه الشركات المهتمة بهذا النوع من الأجهزة . ويقول محمد اسماعيل إنه لم يتم اكتشاف أي عيوب في الجهاز حتى الآن، لكنه يحتاج إلى بعض التعديلات البسيطة التابعة لتمويل المشروع، مثل تركيب كاميرا بصفات أفضل، لأن الحالية بسيطة ركبت بشكل مبدئي من أجل التجربة . أما عن الميزات الإضافية للجهاز فيؤكد إمكانية تركيبه للسيارات العادية والشاحنات الكبيرة، بحيث يتمكن السائق من القيادة فوق سرعة 80 كيلومتراً في الساعة بأمان في حالة الضباب .

مجفف فاكهة بالشمس

من الطرق التقليدية لتجفيف الفاكهة، تنقلنا الطالبات ندى السفاريني وهديل ناصر وإلهام عبيدة، من كلية الهندسة، إلى طريقة أكثر تطوراً مع الحفاظ على الميزة الأهم للتجفيف وهي الاعتماد على أشعة الشمس . وتقوم طريقتهن على مبادئ علمية بسيطة تضمن بقاء الفاكهة نظيفة وبعيدة عن الحشرات والأتربة أثناء عملية التجفيف، وتعرفنا ندى سفاريني إلى جهاز مجفف الفاكهة الشمسي نيابة عن فريقها، فتقول: يقوم هذا الجهاز بتجفيف الفاكهة باستخدام أشعة الشمس ومن دون أن يؤثر سلباً في البيئة، فقد اعتمدنا في مشروعنا هذا على المبادئ الأساسية لانتقال الحرارة، واستخدمنا في صنع هذ الجهاز صندوقين أحدهما عمودي والآخر أفقي مصنوعين من الزجاج والألمنيوم، وهما من المواد التي تعتبر صديقة للبيئة .

وتشرح سفاريني آلية عمل الجهاز موضحة أن الألمنيوم وضع داخل الصندوقين ليساعد على امتصاص الشمس التي ستمر من خلال الزجاج، وعندما يتعرض الهواء الذي في الصندوق الأفقي إلى أشعة الشمس يسخن وتقل كثافته ما يؤدي إلى صعوده إلى أعلى الصندوق العمودي، حيث تتواجد الفاكهة على أرفف ما يؤدي إلى تبخير المياه الموجودة فيها بسبب الهواء الساخن وتجفيفها . وتذكر أن هذه الطريقة تحتاج إلى يوم ونصف اليوم أو يومين خلال الشتاء وإلى وقت أقل في الصيف، وأن ما يميزها عن غيرها من الطرق التقليدية هو سرعتها وإمكانية إضافة أرفف لتجفيف المزيد من الفاكهة، وتوكد أنه بسبب وضع الفاكهة داخل الصندوق تبقى نظيفة وغير معرضة للأتربة والحشرات .

"التتبع الثابت" يلاحق خيوط الشمس

جهاز يلاحق شعاع الشمس، يستقي منه المزيد من الطاقة بتركيز انعكاس هذا الضوء على الخلية الشمسية الثابتة عبر مجموعة من المرايا فيؤدي إلى الزيادة في إنتاج الطاقة الكهربائية، كان نتاج عمل متواصل لطلبة كلية الهندسة امتد على مدى ثلاثة أشهر تقريباً . الفريق المؤلف من كل من محمد باسم ياغي ومصعب عثمان وبلال فؤاد رجب ومحمد قاسم كوفي عكف على العمل المتواصل من أجل إنهاء مشروعهم الذي كانت فكرته الجوهرية تقوم على تتبع ضوء الشمس من دون استخدام المحركات الميكانيكية حسب مصعب عثمان الذي يحدثنا عن ولادة الفكرة وتطورها، يقول: جاءت الفكرة نتيجة جلسة نقاش للفريق، واستطعنا أن ننجز المشروع خلال ثلاثة أشهر في المرة الأولى، لنشارك به في العديد من المسابقات، حيث التزمنا بإجراء التعديلات عليه وتطويره في كل مسابقة .

وعن الجوائز التي حازها المشروع يذكر الفوز بالمركز الثالث في مسابقة "تحدي الطاقة المتجددة"، والمركز الثاني في مهرجان العلوم، إضافة إلى تلبية العديد من الدعوات لمعارض رغبت في عرض المشروع مثل معرض "لقاء المخترعين" في جامعة الشارقة، و"إدكو للهندسة الميكانيكية في أبوظبي" .

ويشرح محمد كوفي "طالب في كلية هندسة الطاقة" فكرة المشروع بطريقة أكثر بساطة، قائلاً: يقوم على استخدام طريقة موجودة للوصول إلى طريقة أخرى، حيث نقوم بإيصال ضوء الشمس إلى الألواح الشمسية لنعمل على فكرة التتبع الثابت، فعادة يستخدمون الموتورات من أجل تحريك الألواح الشمسية مع اتجاه الأشعة، وبهذا نكون نحن استغنينا عن فكرة الحركة، وقللنا تكلفة الموتورات واستهلاكها، إضافة إلى الاستعاضة عن اللوح الشمسي الكبير والمكلف، لنستعين بلوح صغير يقوم بنفس المهمة لتركيز الضوء عليه .

السيطرة على المركبات الطائرة بالحاسوب

لا شك في أن مشروع الطائرة من دون طيار يستهوي الكثير من الطلبة والمخترعين ليعملوا على إضافة تفاصيل جديدة تخطو به إلى الأمام وتجعله أكثر فاعلية وإفادة في شتى مجالات الحياة، وهذا ما لفت من الطالبين محمد الأمين عمر، وعلي أحمد دزن من كلية الهندسة ليعملا على تطوير مشروع للتحكيم بأكثر من مركبة طائرة، من نموذج طائرة من دون طيار، عن طريق استخدام الحاسوب، مع عرض لحالة الطائرة، من حيث البطارية والسرعة والارتفاع والموقع الذي يوفره به جهاز "جي بي إس" إضافة إلى الكاميرا . ويتيح الإشراف الحاسوبي إمكانية التحكم بسرعة واتجاه الطائرة عن بعد أيضاً .

وعن تفاصيل العمل على المشروع يقول محمد الأمين عمر: هذا المشروع يتبع مشروع طائرة من دون طيار ويعتبر بمثابة إضافة مثل الكثير من الإضافات التي لحقت وسوف تلحق به . وعن مراحل تطوره يقول: كان المشروع بالبداية يهدف إلى التحكم بطائرة واحدة عن بعد عن طريق الحاسوب وكنا نعمل عليه أثناء سنوات الدراسة، وقررنا أن نحوله بعدها إلى مشروع تخرج ونجعل الهدف منه التحكم بعدة طائرات بعد أن توصلنا للتحكم بطائرة واحدة . ولا يزال الابتكار تحت التطوير ولا يعتبر جاهزاً كلياً فهو قابل لكثير من الإضافات .

ومع هذا هناك الكثير من الشركات التي أقبلت على تبني المشروع أثناء عرضه في المعارض، كما ذكر الأمين، لكنه وزميله كانا تواصلا مع الدفاع المدني في دبي واستطاعا الحصول على اتفاق مبدئي للتعاون مع المشروع عندما يصبح جاهزاً للعمل .

المصدر:

http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/07f6ca22-9a68-4537-b0b2-19630ccc23e4#sthash.43gpiUBF.dpuf

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك