تصاميم طلاب “الهندسة المعمارية” أفكار متألقة

تحقيق: زكية كردي

تصاميم لمنازل مرنة قابلة للتوسيع بحسب حاجة العائلة وصديقة للبيئة، وأفكار تدور في فلك الحرم الجامعي، لتنتقل به إلى صرح معماري ينافس أرقى الجامعات العالمية من حيث التطور على جميع الصعد، حيث ترتسم خطوط صفراء تمثل طرقاً خاصة على خارطة المشروع تحدد مدى اهتمام الجامعة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى لوحة أخرى يمتد خط طويل للترام يربط جميع مرافق ومباني الجامعة ببعضها، ليحافظ على البيئة داخلها ويوقف انبعاث الغازات الصادرة عن السيارات، مشاريع كثيرة ومبتكرة ترصد تطور قدرات الطلبة مع تقدمهم في سنوات الدراسة . تبدأ من تصاميم السنة الأولى وبساطتها لتنتهي بمشاريع كبيرة وجاهزة للتنفيذ في مشاريع السنة الخامسة، التي جمعها المعرض السنوي لكلية الهندسة المعمارية في جامعة الشارقة لعام 2014 ونضيء عليه في السطور التالية:

بناء على طلب وحدة الإسكان في حكومة الشارقة، صمم الطلبة مشروع وحدات سكنية صغيرة قابلة للتوسع فيما بعد، أي يمكن إكمال بنائها حسب الحاجة، وعن الفكرة التي ساهم في تصميمها يحدثنا أسامة عادل عطوة طالب في السنة رابعة في كلية هندسة العمارة - جامعة الشارقة يقول: قمنا بالفعل بتصميم مبنى يبدأ بغرفتين ومجلس ووضعنا التصميم له بحيث يكون قابلاً للتوسع الأفقي حتى ست غرف بحسب حاجة العائلة، مع أخذ الاقتصاد في المساحة في الحسبان، من دون اللجوء إلى تقليص مساحة الغرف بل على العكس، فمساحة الغرف واسعة وجيدة، ولكن حاولنا أن نقتصد بأمور أخرى مثل الممرات وتوزيع الجدران، فدرسنا الموضوع بعناية وقررنا أن نجعل المنزل يكتفي بممر واحد وهو أشبه بفاصل يقسم المنزل إلى قسمين، ووزعنا الحدائق الصغيرة في المنزل من أجل تأمين التهوية للغرف المبنية والافتراضية في الوقت نفسه ويضيف أن هذه الفكرة أتت تلبية لمتطلبات الأسرة الإماراتية الجديدة، فمن المعروف أن أبناء الإمارات معتادون على السكن في المنازل الكبيرة، ولهذا تتيح هذه الفكرة للأسر الصغيرة المقبلة على الحياة البدء بهذا التصميم المبدئي وإكمال مشروع إعمار المنزل حسب قدراتهم وحاجتهم فيما بعد، ويوضح أن التصميم يتمتع بميزتي التهوية المزدوجة من جهتين في كل الغرف، بالإضافة إلى ميزة الإضاءة الطبيعية الموزعة في كل أرجاء المنزل، ما يساعد على توفير الطاقة من خلال الاعتماد على مصادر الطبيعة .

وفي الفكرة نفسها شاركت دعاء سامر بركات، طالبة في السنة الرابعة، في مشروع آخر، لتعرفنا عليه تقول: "المشروع خاص بالبيئة وهو يقوم على الاقتصاد بمساحة الأرض المستخدمة لبناء منزل، بالإضافة إلى الاقتصاد في استخدام مصادر الطاقة، بالاعتماد على البدائل الطبيعية"، وعن فكرة تصميمها تشرح أنها حاولت برفقة زملائها في المشروع أن يضعوا تصميماً لمنزل يدخله الضوء من كل الجهات، وجيد التهوية للمساعدة على الاقتصاد في استهلاك المكيفات والكهرباء والماء .

ويمتاز التصميم بالمرونة في اختيار المواد المستخدمة في البناء، كما أنه قابل للتعديل مثل لعبة الليغو، ويمكن لصاحب المنزل أن يجعل موقف السيارات مفتوحاً أو مغلقاً داخل المنزل، كما يمكنه أن يضيف عدد الغرف كما يشاء حيث يتسع المنزل من أربعة أشخاص حتى اثني عشر شخصا .

وتوضح أن أهم ما يميز المنزل أنه يمثل دعوة للعائلات لبناء منازل تركز على الجانب العملي أكثر مما تركز على الشكل كما جرت العادة، إضافة إلى أنه اقتصادي جداً من حيث التكلفة عموماً .

وعن مشاركتها في المعرض تقول: من الجميل أن تتاح الفرصة للطالب لأن يعرض أعماله، ويطّلع على مشاريع وأعمال الطلبة الآخرين ليحدد موقعه ويستفيد من تجاربهم أيضاً .

تصميم برج تجاري يحتوي على المكاتب فقط، في إحدى المناطق المهمة في دبي، بحيث يكون ملائماً للمنطقة من حيث التصميم العصري المنسجم مع تطور العمارة في إمارة دبي في السنوات الأخيرة، هذه كانت فكرة مشروع حصة حميد الدروان طالبة في السنة الرابعة الذي قدمته السنة الماضية وحاولت قدر الإمكان أن يكون قادراً على لفت الانتباه وجذب المستثمرين إليه من حيث الشكل الخارجي والتصميم الذي يتمتع بالقدرة على الإبهار والتميز عما يحيط به من أبراج، إضافة إلى الاعتناء بالمرافق الداخلية والخدمات، مع الانتباه إلى حساب المساحات المؤجرة من البناء جيداً بحيث تعود بدخل مناسب .

عن أهم ما يميز التصميم توضح أنه يقوم على فكرة دراسة ثقافة الشوارع العصرية في الإمارات، وانتماء البناء للشارع الذي يقام فيه، بحيث يمنحه التصميم القدرة على الانسجام الشكلي مع الشارع الذي يوجد فيه، مع القدرة على التميز وإثارة الفضول، فضلاً عن توفير عوامل الجذب للمستثمرين .

وفي مشروع كبير يخص تطوير جامعة الشارقة يصف لنا محمد أحمد الطاحون خريج هندسة عمارة أهم المحاور التي ركز عليها المشروع الذي شارك به مع زملائه العام الماضي، يقول: يركز مشروعنا بالدرجة الأولى على أن تكون جامعة الشارقة مكاناً مناسباً بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تطوير المرافق التي تحويها مع تطوير نمط العمارة الإسلامية الذي تشتهر به ليكون أكثر انسجاماً، مع محاولة الوصول إلى المستوى العالمي بالنسبة للجامعات الخاصة، ولاحظنا أنه لدينا مشكلة في تصميم الجامعة، وهي أنها غير مصممة بحيث تسهل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة كما هو الحال في الجامعات العالمية الآن، فقررنا أن نركز على هذا الجانب ليكون محور مشروعنا" .

ويحدثنا الطاحون عن مشروعٍ ثانٍ شارك فيه، يقول إنه تصميم مبنى جديد لكلية هندسة العمارة، وحاول برفقة زملائه أن يصمموا المبنى بطريقة تمثلهم كطلبة من حيث الشكل والمساحات التي يحتاجونها، يؤكد الطاحون أنه من الرائع أن يرى الطالب عمله معروضاً في الكلية التي درس فيها لخمس سنوات ليطّلع عليه الطلبة الذين سوف يأتون من بعده، فهذا يمنحه شيئاً من الشعور بالفخر والحميمية لبقاء مشروعين شارك فيهما معروضين في بهو الكلية .

ريان عوض طالب في السنة الخامسة شارك في تصميم مشروع فكرته تقوم على دراسة المدينة الجامعية في جامعة الشارقة وتحليلها من ناحية المواصلات، والمرافق والأماكن المخصصة للمشاة، ومن ناحية الأنشطة الخارجية بين الكليات، المباني السكنية والأكاديمية، لتحديد المشاكل الرئيسية فيها ومحاولة معالجتها بأساليب مختلفة، وقسم الطلبة أنفسهم إلى مجموعات اهتمت كل واحدة بجزء، فهو كان لديه مجموعة أفكار مختلفة لمعالجة مشاكل المدينة الجامعية قدمها على شكل مشاريع متكاملة .

وعن دوره كشخص في مجموعته، يقول : نحن كمجموعة بدأنا بالعمل الجماعي وبعدها اضطررنا لتقسيم المهام على الأفراد، حيث انتقلنا بعد تحديد الأفكار والتصاميم إلى مرحلة إخراج العمل على شكل تصاميم ثنائية الأبعاد، ثم ثلاثية الأبعاد، كنت أعمل عليها إضافة إلى إخراج البوسترات الخاصة بالمشروع، وركزت المجموعة في المشروع على تقليل انبعاث الكربون في المدينة الجامعية، وذلك بتقليل الاعتماد على المواصلات والسيارات وابتكار فكرة الترام الكهربائي الذي يلغي كل هذه الوسائل، فضلاً عن تكثيف المساحات الخضراء الفعالة في الجامعة، وتنشيط الجانب الاجتماعي بها .

كانت الفكرة المطلوبة وضع تصميم مبدئي لمبنى يهتم بالناحية الجمالية والشكل المميز، فصممت دينا أحمد "طالبة في السنة الثالثة" مبنى جذاباً بشكل كبير، ولديه مساحة واسعة في البهو عند المدخل ليكون أشبه بعلامة ترحيب كبيرة للزوار، درست دينا المساحات والاتجاهات، واستفادت من فكرة المعرض بالاطلاع على مشاريع زملائها الذين سبقوها في الدراسة، لتتعرف إلى تطورات المرحلة المقبلة بالنسبة لها، وتحديد مستواها مقارنة بالآخرين .

يركز المعرض السنوي لكلية الهندسة المعمارية على عرض مشاريع الطلبة القابلة للتنفيذ، التي تستحق أن تلقى الرعاية لتنفيذها وتصبح حقيقة على أرض الواقع، وهذا ما تحاول الجامعة القيام به لدفع الطلبة للمزيد من الإبداع والابتكار، حسب د . سالم أبو هشيمة عبدالله رئيس قسم الهندسة المعمارية بالوكالة .

وعما يقدمه المعرض يوضح أنه فرصة للطلبة الجدد للاطلاع على مشاريع من سبقوهم ويمنحهم انطباعاً واضحاً عما هو مطلوب منهم، كما يرسم لهم مساراً لمنحى تطورهم خلال سنوات الدراسة يقول: "بالطبع هناك الكثير من المشاريع المعروضة حالياً من أجل العرض، لكن بعد انتهاء المعرض سنختار المشاريع الأكثر تميزاً لتبقى معروضة لبقية العام الدراسي ونزيل المشاريع الأخرى، مشيراً إلى وجود نحو 30 مشروعاً مختاراً من مشاريع طلبة السنة الأولى حتى الخامسة، وهي موزعة بين مشاريع فردية وجماعية، ويمكن للزائر التعرف إلى مدى تطور الطالب في التصميم خلال سنوات الكلية وهي الفكرة الأساسية التي يقدمها المعرض ليستفيد منها الطلبة بالدرجة الأولى، ففي كل سنة يتعلم الطالب أشياء وتفاصيل جديدة في العمل تجعل مشروعه التصميمي أكثر نضجاً وأكثر وضوحاً وقرباً من الواقع، وأكثر جاهزية للتنفيذ .

المصدر:

https://www.alkhaleej.ae/supplements/page/151593e4-ebe2-4cf4-8a5e-f688e40db928#sthash.29jGxQEW.dpuf

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك