أحلام الآباء يحققها الأبناء

لم يكن اهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، بالعلم وضرورة التزود به مرتبطاً بحالة أو موقف معين، بل كان حرصه على العلم يتجلى في كل خطاباته ومواقفه، وكان يدرك تماماً أن بالعلم والمعرفة تتطور الامم وتبنى الأوطان .

وحين أسس رحمه الله الدولة، ووضع اللبنة الأولى لعراقتها وازدهارها، أرسى منظومة من القيم والمثل التي شكلت بدورها مسارات جديدة في تاريخ الحضارة الإنسانية، فكان رجلاً ب "أمة" في فكره ونظرته للحياة والمستقبل .

وكان رحمه الله يحرص أشد الحرص على بناء الإنسان قبل بناء أي شيء آخر، لأنه كان يعي وحسب خطاباته الشهيرة في هذا الشأن، أن الرجال وبالعلم هي من تبني المصانع وتبني الدول .

ولأن حلمه كان كبيراً فقد استقبل رحمه الله في 12 مارس/ آذار 1976 الدكتور فاروق الباز مدير وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأمريكية ورواد الفضاء الذين نزلوا الى أرض القمر، وبعد أن قدم دعماً سخياً لبرامج الوكالة وأنشطتها التي تفيد الإنسانية، أعرب حينها أنه وشعب الامارات يسعون الى الحصول على كل ما يساعدهم على النهوض بدولتهم وغيرها من دول العالم الشقيقة والصديقة ومنها الاستفادة من علوم الفضاء، واليوم وفي ذكرى رحيله يحقق الأبناء حلم الأب ويعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاله الله، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي بقيادة فريق إماراتي الى المريخ بحلول عام 2021 ما يوافق احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي للاتحاد، فيحق لهذا الشعب ألا يجعل سقفاً لطموحاته ما دام هؤلاء قادته .

علماء مصريون: تكنولوجيا الفضاء تقود العرب إلى التنمية

القاهرة - "الخليج":

أثار إعلان الإمارات العربية المتحدة دخولها السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي بإنشاء وكالة الفضاء الإماراتية ردود أفعال إيجابية لدى خبراء الفضاء والباحثين في مصر، واعتبروا أن الإعلان من جانب الإمارات يمثل خطوة ايجابية ومتميزة في مجال البحث العلمي واختراق مجالات وقفت كثير من الدول عاجزة عن اختراقها .

وأكدوا أن الاستثمار في مجال الفضاء يعد من الاستثمارات المكلفة غير أن عائدها المحلي والإقليمي يكون أفضل بكثير عن غيره من الاستثمارات، مؤكدين حاجة العرب لخوض مثل هذه المجالات، وأن تكون تكنولوجيا الفضاء تقود العرب إلى التنمية الحقيقية .

وقال د . مجدي يوسف أستاذ علوم الفضاء في جامعة القاهرة، إن إعلان دولة الإمارات عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، يمثل خطوة ايجابية تحسب للإمارات التي قررت أن تكون ضمن الدول الكبار لخوض هذا المجال الذي يتسم بالخطورة، وفي ذات الوقت في حاجة إلى قدرات علمية ومالية كبيرة لا تستطيع كثير من الدول الخوض فيها .

وعن بدء الإمارات إرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ، قال د .يوسف إنها لخطوة جيدة لأن المسبار هنا يكون مثل المكوك متحركا ليجمع المعلومات عكس القمر الصناعي الذي يتسم بالثبات في مدار معين، مؤكدا أن الأهم هو ما تخرج به من نتائج على ارض الواقع، مؤكدا أن تجربة الإمارات في هذا المجال لها العديد من المميزات منها أنها تفتح المجال لعمل الخبرات المحلية والعربية على عكس الدول الأخرى التي غالبا ما تستعين بخبرات خارجية في هذا المجال .

وقال د . نبيل موصوف الأستاذ بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا إن تجربة الإمارات في مجال الفضاء تعتبر تجربة جريئة، نظرا لحجم المخاطرة التي تحيط الاستثمار في هذا المجال، وهو الأمر الذي يتسبب في انصراف الكثير من الدول عنه نظرا لأنه يتطلب توافر عنصري المال والخبرة، فضلا عن أن نتائجه السلبية تكون ذات اثر سيئ، لافتا إلى أن إرسال فريق إماراتي في رحلة للمكوك حسبما هو معلن يمثل نقلة نوعية في البحث العلمي العربي والذي تقدمه الإمارات في محاولة من جانبها لإنشاء وكالة عربية للفضاء، مؤكدا أنها خطوة لوضع الإمارات في مصاف الدول الكبرى في مجال الفضاء، وهي قليلة .

أما د . منتصر عبد اللطيف الأستاذ بكلية الهندسة جامعة المنصورة، فأكد أن الاستثمارات في أنظمة الاتصالات وخدمات البث الفضائي في حاجة إلى قرارات اقتصادية غير عادية، خاصة أن كثيرا من الدول ومنها مصر على سبيل المثال لا تولي البحث العلمي أهمية من حيث المخصصات المالية والتي قدرها عبد اللطيف بأنها لا تتجاوز 1 .0% من الدخل القومي المصري في حين توجه إليها دول أخرى مثل إسرائيل ما يقارب 3% وذلك لاستشعار تلك الدول أهمية البحث العلمي وانعكاساته على التنمية والاقتصاد عموما .

وقال د .سعد إبراهيم أستاذ الاقتصاد بأكاديمية الشروق إن إعلان الإمارات إنشاء وكالة للفضاء، يعني أنها تستكمل منظومة التقدم الاقتصادي في الدولة الذي بدأته بنهضة اقتصادية مشهود لها في كافة المجالات، مشيراً في ذلك إلى اختيار دبي لتنظيم المؤتمرات والمعارض الدولية والتي كان آخرها اختيارها لتنظيم معرض اكسبو،2020 والذي فازت به من بين دول كثيرة مثل تركيا والبرازيل، ليؤكد ذلك أن الإمارات تنتهج فكرا اقتصاديا متقدما .

وقال الدكتور مسلم شلتوت، نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وأستاذ بحوث الشمس والفضاء ببرنامج الفضاء المصري، إن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، هو مشروع مهم وجيد للغاية سيساعد على تحسين الصورة العلمية والتكنولوجية للإمارات بصفة خاصة، وللوطن العربي بصفة عامة .

وأشار نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إلى أن تكلفة هذا المشروع باهظة الثمن للغاية تصل إلى 3 مليارات دولار .

قال الدكتور يسرى أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات بها سابقا، إن المشروع الإماراتي الخاص بإرسال أول مسبار إلى كوكب المريخ، هو مجهود علمي عظيم من دولة عربية من المتوقع أن تسهم بشكل فاعل في المجال العلمي الدولي، وستنافس الدول الكبرى المتقدمة في علوم الفضاء والمجال النووي، خاصة بعد إطلاقها لهذا المشروع .

وقال الدكتور وليد رضوان، أستاذ الفضاء ببرنامج الفضاء المصري، إن المشروع نقلة علمية كبيرة لدولة الإمارات العربية وللوطن العربي ككل، لأنه لأول مرة تكون هناك دولة عربية تطلق مسباراً إلى كوكب المريخ .

فيما قال الخبير العلمي جمال غطاس ل"الخليج" إن تطلعات الإمارات إلى دخول مجال الفضاء توجه حميد، يؤكد أن الدولة ترغب في العمل العلمي، الذي يكون له مردود على مجالات عديدة أخرى، وأشار إلى أن بحوث الفضاء لها الريادة وهي التي تقود إلى الغوص في مجالات أخرى .

القبة السماوية بالشارقة علامة فارقة

الشارقة - "الخليج":

لم تغفل دولة الإمارات يوماً أهمية الفضاء وعلومه، وأنجزت في سبيل ذلك العديد من مراكز القبة السماوية للاطلاع على الفضاء، وتحليل ظواهره، والاقتراب منه، من أجل الاستفادة منه، وجاء قرار إنشاء وكالة الإمارات للفضاء التي أمر بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تأكيداً لضرورة الانطلاق إلى الفضاء والبحث فيه من جهة وتكريساً لمفهوم الريادة الذي حرصت القيادة الرشيدة على تحقيقه في المستويات كافة .

كانت القبة السماوية في إمارة الشارقة، علامة فارقة في عالم الفضاء والفلك، حيث أنشئت في عام ،1981 كأول قبة سماوية في دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، وحققت نقلة نوعية في علوم الفضاء في دول الخليج العربي، حيث تمكنت القبة السماوية من الإطلاع على النجوم والكواكب في الفضاء، ووضع خرائط لها، فضلاً عن تحليل بعض الظواهر الكونية .

وتمكّنت القبة السماوية التي تعتبر جهاز محاكاة للسماء، بما فيها من نجوم وكواكب، من رصد وتحليل الكثير من الظواهر الفلكية وتوضيحها للجمهور، حيث تحظى القبة السماوية بإقبال كبير من قبل الجمهور للاطلاع على أسرار الفضاء وعلومه .

أعلنت كليات التقنية العليا في الشارقة في عام 2008 افتتاح مركز القبة الفلكية في كلية الطالبات . ويوفر المركز من خلال برامجه العلمية التعليمية المختصة بالفضاء للطلبة، فرصة السفر في رحلات مثيرة عبر الفضاء لاستكشاف الكون، حيث يمكنهم القيام بجولة ليلية في السماء والتعرف إلى ألمع النجوم والأبراج، وكذلك تحديد مواقع الكواكب في نظامنا الشمسي .

ويقدم مسرح القبة الفلكية الذي يتسع ل 98 مقعداً، تجربة استثنائية للحضور حيث يمكنهم مشاهدة النجوم في السماء الصافية، كما فعل أجدادنا في الماضي .

وكالة الفضاء الإماراتية تسد فراغاً في عالمنا العربي

أبوظبي - "الخليج":

جاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، حفظه الله، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار إماراتى في رحلة استكشافية علمية إماراتية، تصل إلى كوكب المريخ خلال السنوات السبع المقبلة، ليمثل حدثا تاريخياً، وقفزة نوعية حضارية غير مسبوقة على مستوى العالمين العربى والإسلامى .

صرح بذلك المستشار الإعلامى في السفارة المصرية في أبوظبى شعيب عبدالفتاح، مؤكداً أن هذا الحدث سوف يعمل على سد ثغرة واسعة في سماء وفضاء عالمنا العربي، ويضاعف من حاجة الدول النامية فى الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، وكذلك كثير من الدول الآسيوية والإفريقية، إلى خدمات الامارات في مجال الفضاء، بما يشكل نقطة تحول جوهرية في مسيرتها العلمية، والبحثية، والاستراتيجية، ويزيد من ثقلها الإقليمي ومكانتها الدولية .

وقال المستشار الإعلامى المصرى، شعيب عبدالفتاح، إن تأسيس وكالة الفضاء الإماراتية، وأن تكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر، هو سبق جديد تنجزه الدولة يضاف إلى سجلها الحافل بالإنجازات العلمية الريادية التى كان لها قصب السبق فيها، مثل استخدامات الطاقة المتجددة، وإنشاء المفاعلات النووية السلمية، وأنظمة إلياه سات للاتصالات الفضائية، وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء، إضافة إلى شركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة التي تغطي ثلثي العالم، إضافة إلى منظومة الأقمار الصناعية دبي سات، وغير ذلك الكثير .

مسيرة صاعدة إلى رحاب الفضاء

الشارقة - "الخليج":

يعرب رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عن عظيم اعتزازه وفخره القومي بدخول دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي بإعلان رئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي لكوكب المريخ (الكوكب الأهم في المجموعة الشمسية، فيما يتعلق بالبحث عن الكائنات الحية)، بقيادة فريق إماراتي في رحلة استكشافية فضائية علمية تستمر خلال السنوات السبع المقبلة . ويؤكد رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، أن هذا الإعلان التاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة، يشكل منعطفا علميا وعمليا عالميا في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص والوطن العربي والإسلامي بشكل عام في آفاق تكنولوجيا الفضاء العصرية، ويفتح آفاق تقدم علمي وعالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة وللأمة العربية، ويعيد أمجادهما في التأسيس لهذه الآفاق عبر تاريخ علمي طويل، وغني في علوم الفضاء والفلك، أنجزه علماء الأمة الإسلامية واستمرت آثاره، وستبقى في مختلف مكونات هذه العلوم ومؤسساتها ومعاهدها ومراكزها العصرية والمستقبلية .

ونقل بيان صادر باسم د . حميد مجول النعيمي رئيس مجلس إدارة الاتحاد وأعضاء مجلس الإدارة أن وكالة الإمارات للفضاء، ومن خلال مشروعها المسبار الفضائي، ستتمكن من بناء شريحة جديدة من العقول الشبابية الإماراتية العربية والإسلامية المبنية على العلوم الفضائية والمكونات السماوية القائمة الآن على الوسائل والأدوات التكنولوجية، التي تواكب متطلبات سبر هذه الأغوار العلمية البالغة في تقدمها وتطورها .

المصدر : https://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/bdf6513b-6630-46eb-8818-c0331945f8a8#sthash.H90oESBA.dpuf

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك