مشروعات تخرج تنشغل بالمجتمع

تحقيق: أميرة عبد الحافظ

في نهاية كل عام دراسي يخرج علينا الطلاب والطالبات بالعديد من الأفكار البحثية والتطبيقية التي تعد نتاجاً وتطبيقاً للمواد الدراسية والمعارف والمهارات التي حصلوا عليها طوال العام من خلال مشروعات التخرج، وتختلف هذه المشروعات طبقاً للكلية التي ينتمي إليها الطالب سواء علمية أو أدبية، كما تعتمد على إبداعه وجهده ورؤيته لقضايا مجتمعه، لذلك اخترنا عدداً من المشروعات التي تعرض وتناقش بعض القضايا الاجتماعية لعرضها .

"إطفائية بامتياز" عنوان مشروع تخرج طالبات كلية الاتصال بجامعة الشارقة (علياء الرئيسي، نورا المير، وعلياء النعيمي) وعن سبب اختيارهن لهذه الفكرة قالت الرئيسي: في البداية كان مشروعنا قائماً على حملة تهدف للتوعية بأهمية الدفاع المدني وكيفية التصرف في حال وقوع حريق، بعد ذلك اتسعت الفكرة لتسعى إلى إشراك المرأة الإماراتية في صفوف الدفاع المدني، ووقوفها جنباً إلى جانب مع الرجل في هذا المجال، خاصة أن هناك أماكن للحرائق مثل صالونات التجميل أو الأندية النسائية تحتاج إلى العنصر النسائي، كما أن المرأة الإماراتية الآن عملت في كل الميادين من دون تميز أو تفرقة بينها وبين الرجل .

وعن خطوات تنفيذ المشروع قالت نورا المير: "في البداية تواصلنا مع الجهات المعنية من الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة والرعاة الرسميين ،ثم قمنا بفتح صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر، وانستغرام" لنشر خطوات وصور تنفيذنا للمشروع، حتى نتعرف إلى ردود فعل المتابعين لنا وآرائهم في فكرتنا، وأخيراً قمنا بخوض التجربة فعلياً على أرض الواقع من خلال المشاركة في تجربة الحريق الوهمي، بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني بالشارقة فرع مليحة" .

ورداً على سؤال عن ردود الفعل قالت علياء النعيمي: "ردود الفعل كانت متأرجحة ما بين الإيجاب والسلب، فالبعض أيد الفكرة وشجعها، والبعض الآخر رفضها لما فيها من مخاطر وصعوبات على المرأة في هذا المجال المهني الذي يحتاج مواصفات بدنية ونفسية خاصة، ووافقت النعيمي وصديقتها علياء الرئيسي على العمل في صفوف الدفاع المدني إذا سمحت الفرصة إلا أن نورا المير قالت: "أشجع الفكرة وأتمنى تعميمها لكن على المستوى الشخصي أحلم بأن أعمل إعلامية" .

وانطلاقاً من مبدأ المسؤولية المجتمعية في جامعة الشارقة اتجهت كل من "بخيتة الكربي، وندى الحمادي، وخلود آل علي" طالبات كلية الاتصال إلى تقديم مشروع تخرج حول الإسعافات الأولية والإسعاف الملون تحت شعار "وعيك ينقذك وينقذ الملايين" لتحقيق مجموعة من الأهداف أهمها توعية الطلاب بالإسعافات الأولية وأهميتها، وتعزيز المسؤولية المجتمعية لديهم، مع تسليط الضوء على الخدمات الجوهرية لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف .

وعن فوائد المشروع قالت الكربي: "أصبحنا نعيش في مجتمعات تدرك أهمية تأهيل الفرد في المجالات كافة، لذلك يجب علينا تعريف المجتمع بخدمات الإسعافات الأولية، كما يحتاج المجتمع إلى رفع الوعي بكيفية إسعاف المصاب بالطريقة الصحيحة، حيث قمنا بتصميم مجسمات صغيرة عن سيارات الإسعاف الملون وشرحت أنا ما الذي يعنيه كل لون، ووزعنا آخر إصدار من مجلة الإسعاف، وصندوق إسعافات أولية، إضافة لعدد من المنشورات الإرشادية، كما قام المدرب فوزي زكي بشرح الإسعافات الأولية للجمهور وإعطاء النصائح والإجابة عن استفساراتهم .

غلاء المهور والمغالاة في متطلبات الزواج وآثارها في المجتمع في الإمارات ظاهرة اجتماعية سلبية شغلت بال طالبات الإعلام الجماهيري بكلية التقنية العليا بدبي، "دنيا عبدالله وبشاير السيد وميثاء عبدالوهاب"، كما شغلت أذهان العديد من المختصين وأهل العلم وكانت محور العديد من البرامج والأعمال الإعلامية، لذلك أطلقن حملة "مهرها غال" على مواقع التواصل الاجتماعي كمشروع تخرج وفي الوقت نفسه كحملة توعوية لنشر خطورة هذا الأمر ونتائجه من ارتفاع نسب العنوسة .

عن محاور المشروع قالت بشاير: "قمنا باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال أهدافنا لأكبر عدد من الشباب، فقلة من الناس هي التي تتابع وسائل الإعلام التقليدية الآن، وقمنا بعمل استبيان يضم أسئلة متنوعة حول هذه القضية وتأثيرها في الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وكان تفاعل الناس معنا كبيراً ومشجعاً" . أما عن الاستفادة من هذه الفكرة فقالت: ميثاء: "استفدنا على المستوى الشخصي والإنساني من هذا المشروع، كما استفدنا من تعليقات الشباب وكل من تابع الحملة على مواقع التواصل المختلفة، وفي النهاية وصلنا إلى أن البنت والشاب هما الخاسر الأكبر من المغالاة في متطلبات الزواج، فالشروط التعجيزية التي تضعها البنت المقبلة على الزواج من الممكن أن تحرمها من هذا الحلم، كما أن الزوجة لابد أن تعي مسؤوليات الشاب الذي ستبدأ معه حياتها وتسانده، كذلك الشاب لن يكمل نصف دينه وسيبقى حياته بجوار أهله .

"بنفسجها" حملة أطلقتها شيماء يوسف وزميلتها نجوى عمر الحامد طالبات كلية التقنية العليا بدبي كمشروع تخرج، وهي فكرة اجتماعية توعوية هدفها نشر مزيد من التوعية والتعريف بمتلازمة داون والمصابين بها، فهما، كما تؤكدان، من أكثر الأشخاص إيجابية في المجتمع، لذلك أطلقن "وسم بنفسجها" على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" لإرسال هدية باسم متصفحي الصفحة لأعضاء جمعية الإمارات لمتلازمة داون مما حقق لهن تفاعلاً كبيراً وتقديماً للحملة .

عن مراحل تنفيذ المشروع قالت نجوى: في البداية تواصلنا مع أحد أعضاء الإدارة في جمعية الإمارات لمتلازمة داون، نوال الحاج ناصر آل ناصر عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم تنمية المهارات، وبعد حصولنا على الموافقة بدأنا الحملة بوضع صور المتفاعلين ونشر معلومات عامة عن المتلازمة بعد حصولنا عليها من الجمعية، واستغرق تنفيذ المشروع نحو أسبوعين، الأول قمنا بالتخطيط والتنسيق، والثاني تنفيذ الحملة حيث حصلنا على 400 متابع و339 مشاركاً غير المشاركات التي حصلنا عليها من خارج الدولة .

أضافت شيماء: "خرجت بالعديد من المنافع والمكاسب الإنسانية، تقربنا من أطفال متلازمة داون وعرفنا مدى روعتهم وبراءتهم، وعلى مستوى الدراسة، أحببنا نظام كليات التقنية وهو التعليم بالممارسة" .

لم تكن تعلم موزة المهيري وموزة الكتبي طالبتان في جامعة الشارقة أن سؤالهما لمشرفة دار المسنين أثناء مرحلة التدريب الصيفي الميداني عن أهل وأولاد المقيمين في الدار سيكون مفتاح مشروع تخرجهما، فقد أكدت لهما المشرفة أنه لا يتم قبول المسن في الدار إلا بعد التأكد من عدم وجود أقارب له من الدرجة الأولى، ففكرتا في تنفيذ فكرة مشروع "كن جزءاً من حياة المسن" وعرضتا الدور الذي تقدمه الدار لخدمة ورعاية المقيم فيها من خلال المعرض الجامعي للمشروع .

عن تنفيذ المشروع قالت موزة الكتبي: "أسسنا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حتى ننشر الفكرة بين الشباب المستهدف من المشروع،كما أطلقنا مسابقة أجمل صورة معبرة عن المسن لتوجيه الشباب نحو رعاية المسنين، ونظمنا زيارة ميدانية للدار وعرضناها في معرض الجامعة، كما قامت دائرة الإعلام والثقافة بشرح بعض الألعاب القديمة، وبعدها عرضنا منتجات المسنين، وشارك الشاعر سلطان بن غافان ببعض الأهازيج التراثية .

وقالت شريكتها في المشروع موزة المهيري "له طابع إنساني كبير وقربنا من فئة مهمة في المجتمع تحتاج من الجميع يد العون والرعاية، كما ساعدنا على تنمية مهاراتنا وخبراتنا الحياتية والعلمية" .

"يد ترعى اليتيم" مشروع تخرج آخر حمل العديد من الأهداف الاجتماعية قدمته عفراء ماجد المتخصصة في العلاقات العامة، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، التي اختارت هذه الفكرة لتعريف المجتمع بأهمية مد يد الرعاية والمساعدة للأيتام وأهميته مساندتهم كفئة من المجتمع، إضافة لعرض دور المؤسسة في خدمة اليتيم وكل المجهودات التي يبذلها القائمون عليها لرعاية الأيتام .

ورغم أن عفراء قدمت هذا المشروع من دون مشاركة مع أحد إلا أنه لم يستغرق منها إلا ثلاثة أيام، أما التنسيق مع المؤسسة فلم يستغرق سوى يوم واحد، تواصلت مع مسؤولي المؤسسة وعرضت فكرتها طالبة منهم الحضور إلى الكلية لعرض مهامهم وإلقاء مزيد من الضوء على الأدوار التي يقدمونها لرعاية الأيتام أمام الطلبة والأساتذة، ووجدت منهم تعاوناً وموافقة سريعة .

المصدر :

http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/76d86c10-909e-451e-964b-0f3917956587#sthash.90WFcj7H.dpuf

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك