سلطان القاسمي يوجه جامعة الشارقة بالعمل في الآفاق العالمية بعامها الأكاديمي الجـديــد
رفع سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة (حفظه الله ورعاه) بمناسبة بدء العام الأكاديمي السابع عشر لجامعة الشارقة، والذي قال بأن فعالياته الأكاديمية والعلمية ستبدأ مع بداية الأسبوع المقبل بكوكبة جديدة من طلبة العلم والمعرفة يزيد عددها عن 2500 طالب وطالبة.
وقال: بأن بداية العام الجديد لجامعة الشارقة هي في حقيقة الأمر بداية لنقلة نوعية واسعة في الآفاق العالمية والتي كان صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس الجامعة قد جسدها خطاب سموه في حفل تخريج الدفعة الأخيرة من طلبة الجامعة حيث كان سموه قد قال في جوانب منه: "قررنا وبعد الاتكال على الله العلي القدير،، أن نعمل لتكتسب جامعة الشارقة المكانة العالمية التي تستحقها اعتمادا على أشكال التعاون والشراكة الأكاديمية مع الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية العالمية، ولتعزيز ذلك وجهنا الأوفياء الأكفاء في إدارة الجامعة بالعمل على فتح قنوات التعاون مع كبار الخبراء والمؤسسات العالمية المتخصصة برسم الاستراتيجيات الجامعية للمشاركة في وضع خطط جامعة الشارقة الاستراتيجية للسنوات الخمس القادمة لتحقيق هذه الغاية، وليس هذا فحسب بل وجهنا إدارة الجامعة والقائمين على البحث العلمي فيها بالعمل على دمج وتطوير مراكزها ومختبراتها ومعاهدها للبحث العلمي بصورة متجانسة لتكون منارة علم عالية سامقة تشع بنورها على المجتمعات المحلية والإقليمية، بل والعالمية أيضا وتؤدي بذلك دورها في خدمة وتنمية الإنسانية بمشيئة الله عز وجل".
وأوضح مدير الجامعة بأن الجوهر الأساسي لهذه التوجيهات السامية يكمن في الامتداد العالمي الذي حققته الجامعة من خلال اتفاقيات التعاون الواقعي والعملي والشراكة مع ما يزيد على 180 جامعة ومعهد ومركز علمي عالمي وإقليمي بالإضافة إلى بعض المنظمات والدوائر والهيئات الدولية والإقليمية والمحلية، والتي تفضل سموه شخصيا بقيادة آليات عقدها وتنفيذها.
وأضاف الدكتور حميد النعيمي بأن أحد أهم محاور عمل الجامعة في عامها الجديد ووفقا لهذه التوجيهات العمل بخطة استراتيجية خمسية جديدة (2015/2019) تقوم على الخبرات الدولية والتي كان مجلس الأمناء قد تفضل باعتمادها في اجتماعه الأخير، على أن تنفذ كمرحلة أولى بصورة سنوية ويكون لها في كل سنة آفاقها ومشاريعها وميزانيتها، مشيرا إلى أن هذه الخطة وحتى تتمكن الجامعة من وضعها تعاونت مع الخبراء العالميين والمؤسسات المتخصصة في رسم الاستراتيجيات العالمية للتعليم العالي وعقدت سلسلة من الاجتماعات لعمداء الكليات وأعضاء من الهيئة التدريسية فيها لتحليل الاستراتيجية السابقة للجامعة والتعرف على نقاط ضعفها وقوتها، للتوصل إلى تجسيد مكانتها العالمية في هذه المناخات خلال السنوات الخمس المقبلة، بإذن الله تعالى.
أما المحور المهم الثاني الذي ستعمل عليه الجامعة في عامها الجديد فهو محور البحث العلمي الذي كان مجلس أمناء الجامعة قد تفضل بالموافقة على تعزيز نهضته وتوسيع آفاقه في اجتماعه الأخير، ويتمثل ذلك بالتركيز على الدراسات العلمية العليا من جانب، ومن جانب آخر العمل على تعزيز دور الجامعة في البحث العلمي ليس لخدمة وتطوير وتنمية المجتمع المحلي أو الإقليمي فحسب بل وللنهوض بمستويات البحث العلمي إلى العالمية لتساهم عائداته في خدمة وتطوير المصالح الإنسانية بوجه عام.
وقال: في الحقيقة أن الجامعة بدأت عمليا في تلبية هذه الرؤية العالمية السامية على عدة محاور من بينها: إنشاء مجلس البحث العلمي والدراسات العليا والذي يديره نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا، هذا المنصب الذي تم استحداثه لتعزيز هذا التوجه، وتأسيس ثلاثة معاهد بحثية وتشكيل هيآتها الإدارية والفنية والمالية وهي: معهد الشارقة للأبحاث الطبية والعلوم الصحية، ومعهد بحوث العلوم والهندسة، ومعهد بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى معهد القيادة الأكاديمية في التعليم العالي وتطوير طرائق التدريس بالإضافة إلى مراكز التميز التسعة في البحث العلمي وتحديد 34 مجموعة بحثية تشتمل على مختلف التخصصات والكليات، والتوجيه بالاهتمام بمشاريع وأبحاث طلبة الدراسات العليا العلمية.
وأضاف مدير الجامعة: ليس هذا فحسب بل وعمدت الجامعة إلى تلبية متطلبات المجتمعات بشكل عام من خلال توجيه أبحاث طلبة الدراسات العليا ومشاريع التخرج لدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لخدمة المجتمع في إطار من البحث العلمي الرصين، خاصة بعد أن تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالموافقة على قبول الجامعة لطلبات تأسيس كراسي الأستاذية للبحث العلمي وذلك بعد أن ارتفع الطلب على ذلك من محبي العلم والمحتاجين لدراساته وأبحاثه لأعمالهم من الخيرين، الذين استشعروا قوة جامعة الشارقة ورسوخها في الأبحاث العلمية التي تنتجها، حيث بدأت بدعم هذه الأبحاث العلمية التي تحتاجها أعمالهم الاقتصادية أو الصناعية أو الإنسانية بحجز ما اتفق على تسميته بكرسي الأستاذية، والذي بلغ حجم استثماراته خلال الأشهر الثلاثة الماضية (40) مليون درهم.
واستطرد مدير الجامعة قائلا: هذا فضلا عن توجه الجامعة الآن لوضع سياسة قبول دقيقة تستقطب الشرائح المتميزة والمتفوقة من الطلبة لدرجة البكالوريوس، وتوسيع الفرص المتاحة لطلبة الدراسات العليا، وأن يكون ذلك وفقا لخطط وسياسات استراتيجية تقوم على خبرات عالمية لتلبية متطلبات هذا التوجه، وطرح المزيد من برامج الدراسات العليا (الدكتوراه والماجستير) التي تقتضيها، ليس حاجة المجتمع فحسب بل وتقتضيها معايير التنمية الوطنية بالصيغة الحضارية التي يعيشها مجتمع الإمارات والمجتمعات الإقليمية على نحو خاص.
ولهذا،، قال الدكتور النعيمي: أن الجامعة تطرح عددا من البرامج لدرجة الدكتوراه ثلاثة منها في التخصصات الشرعية والدراسات الإسلامية المختلفة، وبرنامج في الهندسة الإدارية وآخرين في القانون والطب الجزيئي، وبرنامج الدكتوراه في علم الاجتماع التطبيقي الذي ينتظر الاعتماد الأكاديمي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وربما يتم ذلك قريبا ليطرح مع بداية الفصل الأكاديمي المقبل، ووافق مجلس أمناء الجامعة مؤخرا على طرح برنامج الدكتوراه في الأدب العربي بعد أن يحصل على الاعتماد الأكاديمي، أما في برامج الماجستير قال الدكتور النعيمي: إن الجامعة تتوقع أن يتم اعتماد عددا من هذه البرامج في أقرب وقت من بينها برنامج الماجستير في التقنية الحيوية والاعتماد الأكاديمي الكامل لدرجتي الماجستير في القانون الخاص والقانون العام، وهناك مجموعة من مشاريع البرامج الأكاديمية الأخرى، مضيف إلى أنه في الطريق للاعتماد الأكاديمي عددا من درجات البكالوريوس مثل: الشريعة والقانون، وتاريخ الأدب والدراسات المتحفية وعلوم طبقات الأرض والبترول، وأن الجامعة طرحت مؤخرا عددا من برامج البكالوريوس الجديدة التي أكدت الدراسات العلمية الاستقصائية التي أجرتها الجامعة الحاجة الملحة إليها ومنها: برنامج بكالوريوس العلوم الهندسية في الطاقة الجديدة والمستدامة والذي يعتبر الأول من نوعه ليس فقط على مستوى الدولة بل وعلى مستوى دول منطقة الخليج، وبرنامج البكالوريوس في التقنيات الحيوية الذي تطرحه جامعة الشارقة بالتعاون مع جامعة شيفلد البريطانية وبرنامج تقنية المعلومات – وسائط متعددة، وتطرح كلية إدارة الأعمال وبالتعاون مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الجامعة، برنامج التمويل (المصارف الإسلامية)، وبرامج أخرى تطرحها كلية الفنون الجميلة والتصميم، فضلا عن برنامج الاستخدامات السلمية لعلوم وتكنولوجيا الطاقة النووية ومستقبلها، الذي تطرحه كلية الهندسة بالتعاون مع كلية العلوم في الجامعة.
وأكد الدكتور حميد مجول النعيمي بأن الجامعة تطرح من خلال كليتها للمجتمع عددا من برامج الدبلوم المهنية التي يحتاجها المجتمع على اختلاف مؤسساته لاكساب كوادره المهارات المهنية، مثل الدبلوم المهني في القانون الذي تم اعتماده مؤخرا، وستطرح برنامجي الدبلوم المهني في الأرشفة الإليكترونية، والدبلوم المهني في هندسة المساحة والدبلوم المهني في هندسة المنشآت والمباني، بعد الحصول على الاعتماد الأكاديمي وكذلك برنامجي الدبلوم في الموارد البشرية والإدارة المسرحية اللذان وافق مجلس الأمناء على طرحهما في اجتماعه الأخير، مؤكدا بأن جميع البرامج التي تطرحها جامعة الشارقة وعلى اختلاف درجاتها معتمدة أكاديميا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من هذه البرامج حصل على الاعتماد الأكاديمي العالمي مثل منظمة (إبيت) الأميركية والجمعية الملكية البريطانية للكيميائيين، وكذلك للبيولوجيين وغيرهما.
وقال: إن الجامعة بدأت عملية تطوير وتحديث طرائق التدريس ووسائلها التقنية الحديثة، حيث عززت خدمة (الفيديو كونفرانس) للتعليم عن بعد وخاصة للدراسات العليا بفرعي الجامعة في خورفكان وكلباء، وطورت قاعاتها الدراسية الذكية وشاشات التعليم الرقمية وأدخلت برامج إليكترونية خاصة على الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت وخاصة لعمليات القبول والتسجيل كما أدخلت برنامجا إليكترونيا على موقعها على الإنترنت للتعرف على أنسب التخصصات إلى ميول الطالب العلمية.
وأكد مدير الجامعة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي أن العام الأكاديمي الجديد سيشهد أيضا التنفيذ العملي لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس الجامعة بتوطين الهيئة التدريسية لجامعة الشارقة من خلال قرار سموه السامي بابتعاث المواطنين للحصول على الدرجات العلمية العليا من الجامعات العالمية العريقة، وقد تم اختيار المجموعة الأولى منهم، وستتبعهم مجموعات أخرى، وسيصار إلى إلحاقهم جميعا بالعمل ضمن أعضاء الهيئة التدريسية وستبدأ المجموعة الأولى العمل مباشرة كمعيدين يكتسبوا خلالها الخبرات اللازمة قبل أن يتم إيفادهم لهذه الجامعات لنيل درجات الماجستير والدكتوراه، ليعودوا بعدها للعمل ضمن الهيئة التدريسية للجامعة كأعضاء هية تدريسية، مضيفا بأن سيصار في العام الأكاديمي الجديد إلى تعزيز سياسة التوطين هذه أيضا في القطاعات الإدارية والفنية والخدمية والتي بلغت نسبة الزيادة فيها في الجامعة مؤخرا 30% من خلال وضع الضوابط اللازمة لذلك في شروط التعيين.
وانتهى الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة إلى القول: كما سيجري خلال العام الأكاديمي الجديد، وبالأخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة عقد سلسلة هامة جدا من المؤتمرات العلمية الدولية من بينها: (مؤتمر الشارقة الدولي الأول في التمويل الإسلامي: أدوات مبتكرة – إشكاليات التطبيق وتحديات المستقبل)، و(مؤتمر هندسة العمارة الإسلامية)، و(المؤتمر الدولي الثاني لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين) فضلا عن (المؤتمر الحادي عشر لعلوم الفضاء والفلك)، وسيكون من الحاضرين لهذين المؤتمرين الأخيرين عدد من كبار الشخصيات العالمية من بينهم رئيس الاتحاد الدولي الفلكي، وأحد رواد الفضاء، وعدد من الشخصيات المعروفة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مع عدد من المستشرقين (العادلين)، أمثال جورج صليب وديفيد كنك، وبول كونتس، والسير روبرت برنارد،، وغيرهم.