الشيخة جواهر: العلم من دون أخلاق لا قيمة له

الشارقة ميرفت الخطيب:

أكدت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أن العلم من دون أخلاق لا قيمة له، ونصحت الشابات إلى التحلي بهذه الشيمة الحميدة، مهما بلغت بهن مناصب العلم والتمدن .

ونوهت باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالإنسان العالِم، والذي لم يأت إلا عن قناعة تامة بأهمية العلم، والاستمرار في نهل العلم والمعرفة . وهو ما تمثل في فتح المجال أمام الطلبة لارتقاء درجات العلم عبر الدراسات العليا بالجامعات التي تعمل بمتابعة سموه وبإشرافه المباشر .

كما نادت سموها بضرورة أن يتقلد أبناء الإمارات مسؤوليتهم الوطنية والعلمية والإنسانية، وأنه آن الأوان لأن تكون لهم مقاعدهم في التدريس الجامعي، وأن ذلك لن يتحقق إلا بخريجين في الدراسات العليا، وهذا ما يسعى إليه صاحب السمو حاكم الشارقة .

جاء كلام سموها خلال حضورها ورعايتها لحفل تخريج الفوج الثاني من خريجات الدفعة الرابعة عشرة لجامعة الشارقة، والذي أقيم مساء الخميس الماضي في مسرح المدينة الجامعية . حيث ألقت سموها كلمة بالمناسبة، جاء فيها:

كل يومٍ يمر علينا، يثبت لنا أن العلم يتربع على عرش الوجود البشري، فمن دون علم تتقلص الحياة وتنعزل في تخلفها الذي لا يتناغم مع طبيعة الحياة ووجود البشر فيها مما ينبئ بنهايتها سريعاً، لذلك ليس غريباً أن يعنى ديننا الإسلامي وكل الأديان السماوية بالعلم وبتحري الحقائق فيه حتى تعيش البشر بسلام .

وواصلت، ما كان للطب أن يسرع الخطى نحو اكتشاف الأدوية التي تكافح عضال الأمراض إلا بالعلم، وما كان للهندسة أن ترفع الصروح والبنى التحتية التي تخدم الإنسان المعاصر إلا بالعلم، وما كان ليدخل في عالم افتراضي شكّلته التقنيات الحديثة إلا بطفرة علمية مدهشة .

وأضافت، "العلم- حين يمتزج بقيم الرقي الأخلاقي - يشكّل إنساناً يحمل في كلماته وسلوكه وحضوره وصمته وتعبيره عن ذاته نبلاً وأخلاقاً تجعله نجماً من حيث لا يدّعي، ولا يسعى لنجومية، لولا العلم لما عرفنا حق المعرفة ديننا النابض بالدعوة إلى البحث في الكون وأسراره عبر التأمل والتدبر، وبالإنسانية في التعامل مع البشر أيا كانت انتماءاتهم، والذي عندما مورِسَ بجهالة وأميّة مظلمة حوّله (ظناً لا حقيقة) إلى مصدر للعنف والكراهية والبغضاء، فالعلم يحظى برعاية إلهية عظيمة، لأن الله سبحانه جعله سبباً لاستقرار الإنسان على الأرض، ومرشداً لعمارتها بالبشرية وبمشاهد المدينة التي تخدم وجود البشر . لهذا، فلا حدّ لجريانه نهراً عَبْر هذا الكون، ولا حد لنا نحن أيضاً في الاستسقاء منه، فالعلم يكاد يكون وحده الذي إن شربنا منه ظمئنا إليه أكثر . . ولهذا، حين يهتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالإنسان العالِم، إنما يهتم أيضاً باستمراره في الدخول إلى أرض ثرية بالمعرفة، ويتمثّل هذا الاهتمام في فتح المجال أمام الطلبة لارتقاء درجات العلم عبر الدراسات العليا بالجامعات التي تعمل بمتابعة سموه وبإشرافه المباشر" .

وتوجهت سموها بكلامها إلى الخريجات بالقول: "أماكن السلم ممتد إلى آفاق لا محدودة، وبيدكن القرار في ارتقاء درجات أعلى في العلم، لقد تمثل اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالعلم وطالبيه في تذليل العقبات التي تؤرّق طالب العلم خاصة عقبة الرسوم والتكاليف الدراسية التي يعانيها البعض وذووهم" .

وأضافت، "فطالما أن هناك استعداداً للدراسة والبحث، وطالما أن هناك مستحقين لرفع التكاليف المالية عن كواهلهم، فإن المنح الدراسية الذاهبة لهؤلاء المستحقين تزيل أي عثرة أمام الطالب الراغب باستكمال حياته في دروب العلم .

وعلى الطالب أن يحقق رتبة علمية طيبة ويتحمل مسؤوليته العلمية بجدية أكثر، إذ لا مكان لمن يستند إلى غيره ليحقق له حلمه ثم يستهين بهذا الحلم ولا يعطيه حقه من الجهد وملء الوقت بالتفكير والتخطيط في تحقيقه على أرض الواقع" .

"لقد آن الأوان لأن يتقلد أبناء الإمارات مسؤوليتهم الوطنية والعلمية والإنسانية، وتكون لهم مقاعدهم في التدريس الجامعي، ولن يتحقق ذلك إلا بخريجين في الدراسات العليا . وهذا ما يسعى إليه صاحب السمو حاكم الشارقة عبر إيجاد وسائل الدافعية لأبنائه المواطنين من خريجي الجامعات لاستكمال رحلة العلم ليقفوا أمام طلبة جدد جاؤوا يستنيرون بعلمهم لمستقبلهم ومستقبل أمتهم، ساعياً لأن تكون جامعاته رائدة في مجال التعليم العالي في المنطقة .

وواصلت سموها قائلة، "إن وجود اهتمام على هذا المستوى من العلو ليبث في النفس شجاعة من نوع آخر .

شجاعة تسخير الأوقات لنسج الأحلام الجميلة - أحلامكن بناتي العزيزات - بمنظار العلم وحده . فالعلم يحمي الفتاة من عثرات الطريق، ويسهل عليها إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها، ويستحث فيها التفكير الإبداعي الذي يحقق لها شخصيتها المستقلة والمتفردة . وهو أيضاً منبع للرقي السلوكي والأخلاقي، هذا ما أوصيكن به بناتي العزيزات، وأسأل الله لكن التوفيق في حياتكن، وأعلمن أن بإمكان الخريجة أن تكون مشروعاً للمستقبل مضيئا لنفسها وأسرتها ومجتمعها وأمتها . ولعالمها الإنساني كله إن استطاعت . بل إن أرادت أن توجد لها بصمتها الخاصة في المشاركة التنموية، فالسر في الإرادة لا في الاستطاعة .

واختتمت سمو الشيخة جواهر كلمتها قائلة: "نبارك لأمهاتكن وأسركن . ونبارك لأنفسنا بكن جميعاً وأتقدم بشكري وتقديري لإدارة جامعة الشارقة وللأساتذة الكرام الذين لم يبخلوا بعلمهم على بناتنا وأبنائنا حتى وصلوا إلى مرحلة مهمة في حياتهم تضع أقدامهم على طريق العمل لإثبات الذات ولخدمة المجتمع بما يحويه من مقومات ومنجزات وملامح ثقافية راسخة . . وفقنا الله تعالى لمزيد من النجاح في بناء متماسك ومتوازٍ للإنسان .

وكانت سمو الشيخة جواهر قد حضرت حفل تخريج 453 طالبة، من كافة كليات الجامعة . وشهد حفل التخرج الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والشيخة عزة بنت سعود بنت سلطان القاسمي حرم سمو نائب حاكم الشارقة، والشيخة عزة بنت محمد القاسمي، والشيخة ميرة بنت سلطان بنت محمد القاسمي كريمة سمو نائب حاكم الشارقة، والتي كانت إحدى خريجات كلية العلوم - التقنيات الحديثة -، وعضوتا مجلس أمناء جامعة الشارقة، الدكتورة محدثة الهاشمي مديرة كليات التقنية في الشارقة، ونورة النومان مدير عام المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر، وعدد كبير من القيادات النسائية .

وألقت كلمة الجامعة، الدكتورة بسمات أحمد عميدة كلية العلوم الصحية، حيث قالت: إن كوكبة جديدة من مواكب العلم والنور تتدفق اليوم من تحت هذه القباب التي أعلاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي رئيس جامعة الشارقة، أعلاها وفقاً لرؤية سموه في العلم وأهمية اكتسابه من حيث بناء الطالب كشخصية إنسانية متكاملة في كفاءة تعليمها وحسن تأهيلها وإعدادها، في بنية علمية مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات والتقنيات العلمية والمعملية والمختبرات والوسائل التدريسية المستخدمة في أعرق الجامعات، ومكونات حرم جامعي أشاد به خبراء المعمار والتعليم وكبار المسؤولين الأكاديميين والدوليين الذين زاروه، ومناهج تعليمية تواكب الساعة في حداثتها وتلبيتها لمتطلبات العصر .

وأضافت، إن المناخات التعليمية والتأهيلية والتدريبية المتوافرة في الجامعة، لا بد لها إلا أن تأتي بالنتائج المتوخاة منها، ليس فقط من حيث جودة التعليم والتعلم وتكامل التأهيل واكتساب الخبرات والمهارات، بل ومن حيث الإبداع والإنجازات المتميزة والباهرة أيضاً، ولقد حقق طلبة جامعة الشارقة الكثير منها علمية كانت أم إبداعية أم رياضية، ومن الإنجازات الأخرى ما حققته كلية الهندسة التي يتخرج فيها اليوم أول دفعة من برنامج هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة ويعترف بمعظم البرامج الهندسية التي تطرحها مجلس الاعتماد العالمي الأمريكي (ABET)، فوز طلبة من برنامج الطاقة المتجددة والمستدامة بجائزة سيمنس العالمية بالمركزين الأول والثالث، واختراع عدد من طلبتها الكثير من الأجهزة والمعدات .

ودعت عميدة كلية العلوم الصحية الطالبات للانتساب إلى رابطة خريجي جامعة الشارقة، ليس فقط لأنها رابطة خريجي جامعتهن التي تتيح لأعضائها كل شأن من الشؤون العلمية والثقافية والرياضية والترفيهية التي يحتاجونها، بل لتستفدن أيضاً من المكرمة السامية السخية التي قدمها صاحب السمو رئيس الجامعة بالحسم 50% من الرسوم الدراسية لكل من ترغب منكن باستكمال دراستها العليا كعضوات في الرابطة وفي ذلك خير تميز وخير انتساب .

وتخلل الحفل إلقاء أنشودة للأم وقصيدة عن الشارقة، كما ضم الحفل تخريج طالبتين كفيفتين إحداهن بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف .

المصدر:

http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/91893090-5156-4d3b-a18c-aad1832184d8#sthash.FTyy2nM6.dpuf

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك