الموهوبون ثروة وطنية ومطالبات بدعمهم ورعايتهم على كل المستويات

تغطية: أمين الجمال

نظم مجلس الشارقة للتعليم جلسة رمضانية، مساء أول من أمس (الأربعاء)، في قصر الثقافة بالشارقة، تحت عنوان "شركاء التفوق والموهبة"، بهدف مناقشة سبل تحديد الطالب الموهوب ووسائل وآليات رعايته، وديمومة هذه الرعاية في جميع مراحل حياته العلمية، والعملية .

أدار الجلسة التي شهدها سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم وسلطان بن بطي المهيري الأمين العام لمجلس تنفيذي الشارقة، والدكتور محمد عبدالله البيلي نائب مدير جامعة الإمارات، عضو مجلس أمناء مجلس الشارقة للتعليم، وحضرها كل من عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، والدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالإنابة، والدكتور خالد صقر المري رئيس مجلس أولياء أمور طلبة الشارقة، وراشد المحيان رئيس مجلس أولياء أمور طلبة المنطقة الوسطى، عضو مجلس استشاري الشارقة، والدكتور سالم زيد الطنيجي عضو مجلس أمناء مجلس الشارقة للتعليم، وعدد من القيادات التربوية والاكاديمية .

تناولت الجلسة 4 محاور أساسية لمناقشة موضوع الموهبة، تمثلت في أولاً: تعريف التفوق والموهبة، والفرق بينهما، ثانياً: دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في دعم ورعاية الطلبة المتفوقين والموهوبين، وثالثاً: الإجابة عن سؤال "كيف تصنع طالباً متفوقاً وموهوباً، ورابعاً: أفضل الوسائل التي يمكنها أن تسهم في زيادة أعداد المتفوقين .

وفي مستهل المناقشة قال مدير الجلسة: المتميزون فئة مهمة من فئات المجتمع لذلك يجب أن تلقى العناية والاهتمام لكي تبقى مستمرة في تميزها، وهذا الاهتمام وتلك العناية يتضحان جلياً في الدول المتقدمة التي تخصص الكثير من ميزانياتها لاكتشاف الموهبة لدى أبنائها الطلبة، وتنميتها، انطلاقاً من فكرة "الاستثمار في الغد"، وترجمةً لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للاهتمام بالموهوبين وغرس التميز في نفوس الطلبة، فإن مجلس الشارقة للتعليم يسعى جاهداً لتحديد هذه الفئة، ويقدم الدعم لها، وقد تم طرح فكرة هذه الجلسة من أجل إيجاد صيغة يمكن تقديمها للمسؤولين للمساهمة في اكتشاف المواهب ورعايتها وتعزيزها لدى الطلبة في مدارس الدولة .

وأكد أنه على الرغم من تعدد الجهات المسؤولة عن الموهوبين، إلا أن جهودها مبعثرة، كما أنه لا توجد جهة واحدة تشرف عليها من أجل جني الثمار التي يتم رعايتها في المراحل التعليمية .

وحول تحديد تعريف للمتفوق والموهوب والفرق بينهما أكدت عائشة الشامسي مديرة أكاديمية الموهوبين في رأس الخيمة، أن التفوق مكتسب إذا توافرت العوامل المناسبة لظهوره لدى الطالب، بينما الموهبة فطرية، حيث منح الله كل إنسان موهبة محددة، ومن ثم فإن المحدد الأساسي للموهبة هو امتلاك الإنسان قدرات استثنائية .

وفي بداية تعليقه وجه سعيد مصبح الكعبي الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على مشروع التوجه إلى الفضاء، مشيراً إلى أن هذا المجال يحتاج الموهوبين والمتفوقين من أبناء الوطن .

كما رفع أسمى آيات الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعاية سموه ودعمه اللا محدود للتعليم في إمارة الشارقة، وحرصه الشديد على رعاية الموهوبين والمتفوقين من طلبة المدارس، وذلك يظهر من خلال إطلاق مبادرة تحويل المدارس إلى نموذجية، والتي تعد مصنعاً حقيقياً لاكتشاف الموهوبين والمتميزين عبر حصص المناشط التي تتميز بها هذه المدارس .

ومن جانبها أكدت عائشة سيف أن الموهوب ليس بالضروري أن يكون متفوقاً، تأكيداً لمقولة "لي

س كل متفوق موهوب، ولكن كل موهوب متفوق"، فالتفوق الذي قد ينحصر في الدراسة أو إنجاز عمل ما لا يعني أن هذا الشخص سواء كان طالباً أو موظفاً موهوباً في هذا المجال أو ذاك، لكن الموهوب في الرياضة مثلاً أو في الشعر أو الخطابة أو في التمثيل أو في أي فن آخر فإن موهبته هذه نابعة من امتلاكة لقدرات فطرية حباه الله بها .

ولفت راشد المحيان إلى أن الموهبة فطرية لدى الطالب، فلا يمكن لأحد أن يكتسبها، وذلك بخلاف التفوق الذي يحتاج إلى آليات لتنميته، حيث تؤثر فيه الظروف الاجتماعية والبيئة المحيطة بالطالب المتفوق .

من جانبه طرح الدكتور خالد صقر المري مجموعة من التساؤلات التي اعتبر الإجابة عنها أسساً لتحديد الموهوب وتمييزه عن المتفوق، وتوفير الرعاية الكاملة له، وتبنيه في جميع مراحل تعليمه وعمله، حيث قال: ما البرامج المعدة لهذه الفئة؟ ومن ينفذها؟ وما الجهة المسؤولة عنها بالرعاية؟ وهل توجد قاعدة بيانات تعطينا أسماء وأعمار الموهوبين؟ وكيف كان وضعهم في الماضي؟ هل ترد تقارير عن أسماء المتفوقين المتميزين من الميدان التربوي؟ مطالباً بأن يتم مد مجلس أولياء الأمور بهذه القوائم من الأسماء ليقوم من جانبه بالمساهمة في دعمهم، ومعرباً عن رغبته في أن يتم تحديد تعريف علمي أكاديمي للموهوب وما الفرق بينه وبين المتفوق والمتميز .

وفي السياق ذاته أكد الدكتور حميد مجول النعيمي أن موضوع الموهبة من أهم الموضوعات المطروحة في المجتمعات المحلية والعالمية، فالموهوب له قدرة خارقة بيولوجياً، وكثير من الاكتشافات العلمية حدثت على يد موهوبين، ولذلك فإنه من الضروري توفير الاهتمام البيئي والصحي والمؤسساتي لهذه الفئة حتى تتنفس مواهبها وتنمو في بيئة سليمة .

وذكر أنه في جامعة الشارقة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، سيتم تقديم مشروع استراتيجية البحث العلمي في السنوات الخمس المقبلة، بدءاً من العام الدراسي 2014-2015 .

وذكر الدكتور سالم الطنيجي أنه من الضروري الاهتمام أولاً بالمعلم وتأهيله التأهيل الصحيح حول كيفية التعامل مع الموهوبين ورعايتهم ودعمهم، إضافة إلى حتمية تطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر ملاءمة لروح العصر ولتعزيز الإبداع لدى الطلبة وتنمية مواهبهم الفطرية .

وحول التجربة الفردية في الموهبة قال عبدالرحمن صقر الأصم الزعابي مدير التنسيق المدرسي في معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني: على الرغم من المدة الزمنية الطويلة التي قضيتها في الميدان التربوي والتي تربو على ال20 عاماً إلا أنه كانت لي تجربة شخصية تطوعية في مجال الإعلام، حيث أقوم بإعداد وتقديم برنامج في إذاعة رأس الخيمة يعنى بالمتميز، وقد اكتشفت أن هناك العديد من الطلبة في مدارس بأماكن بعيدة عن المدن لديهم من الموهبة والتميز ما يفوق أقرانهم في مدارس المدن، ما يعني أن التفوق والتميز والموهبة كلها تحتاج إلى بحث عنها لدى لجميع الطلبة .

واستعرض عبدالرحمن المعلا مدير مدرسة المجد النموذجية تجربة المدرسة في اكتشاف ورعاية الموهوبين وتدريبهم والمنافسة بهم في جميع المحافل المحلية والعربية .

وفي ختام الجلسة النقاشية تم التوصل إلى عدة توصيات، أهمها؛ إنشاء صندوق لرعاية الموهوبين، والتنسيق مع مجلس الشارقة للتعليم حول هذا الأمر، والمطالبة باستحداث مسمى وظيفي "معلم موهوبين" بالمدارس، وتبني قاعدة بيانات للطلبة الموهوبين من الميدان لتزويد الجهات المختصة والمعنية بها، وعلى الجامعات أن تتبنى الطالب الموهوب، بحيث تحدد له راتباً شهرياً طوال مدة دراسته، إضافة إلى توفيرها البيئة الصحية السليمة لنمو وتطور مواهبه، وكذلك توعية ودعم أسرة الموهوب حتى توفر له البيئة الصحيحة التي لا تؤثر سلباً في موهبته، إضافة إلى ضرورة تبني مبدأ المسؤولية المجتمعية من قبل الجميع تجاه رعاية الموهوبين .

المصدر :

https://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/e157a6a8-e290-4ea9-bff5-430beea9bf03#sthash.1VS5Eovf.dpuf

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك