جامعة الشارقة تطلق حوارًا علميًا دوليًا حول نظريات ابن خلدون وتأثيراتها المعاصرة
نظمت مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين (SIFHAMS) بجامعة الشارقة الملتقى الدولي "ابن خلدون: تراثه وتطبيقاته وأهميته للعلم الحديث"، بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط بكلية الآداب بجامعة ليوبليانا في جمهورية سلوفينيا، وذلك على مدار يومين بمقر الجامعة، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي مدير جامعة الشارقة، وسعادة ناتاليا المنصور، سفيرة جمهورية سلوفينيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ، والأستاذ الدكتور مسعود إدريس مدير مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، إلى جانب حضور عدد من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم منهم دولة الإمارات العربية المتحدة، سلوفينيا، مصر، المغرب، تونس، كندا، النمسا، المملكة العربية السعودية، إسبانيا، وتركيا.
وخلال كلمته الافتتاحية، رحب سعادة الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة، بسعادة سفيرة جمهورية سلوفينيا لدى الدولة، وأكد أن تنظيم الجامعة للملتقى الدولي لابن خلدون يعكس التزام الجامعة الراسخ بدعم البحث العلمي وتعزيز التعاون الأكاديمي العابر للحدود. وشدّد على أن الشراكة مع جامعة ليوبليانا في سلوفينيا وحضور ممثلين من تسع دول يمثل نموذجًا رائدًا للشراكات العلمية الدولية القائمة على تبادل المعرفة والخبرات، كما أنها تعكس المكانة العالمية المتجددة لفكر ابن خلدون وإسهاماته العميقة في مختلف العلوم الحديثة.
وأضاف مدير الجامعة أن مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين تلعب دورًا محوريًا في إبراز إسهامات العلماء العرب والمسلمين وربط تراثهم العلمي بمتطلبات الحاضر والمستقبل. ثم اختتم كلمته بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والجهات المنظمة في تقديم هذا الحدث بالمستوى الذي يليق بمكانة ابن خلدون وتراثه الفكري.
وأعربت سعادة ناتاليا المنصور، سفيرة جمهورية سلوفينيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، عن تقديرها للمشاركة في هذا المنتدى، مؤكدة أنه يعكس قوة التعاون الأكاديمي بين جامعة الشارقة والجامعات السلوفينية، ويبرز الاهتمام المشترك بإرث العالم ابن خلدون. وأضافت أن هذا الحدث يسهم في تبادل الخبرات العلمية، ويشكل منصة مهمة لتطوير البحوث المشتركة، ويمثل خطوة رائدة نحو تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين المؤسسات الأكاديمية في مختلف الدول.
ومن جانبه أوضح الأستاذ الدكتور مسعود إدريس أن هذا الملتقى الدولي يعد منصة تجمع نخبة من الباحثين من مختلف الدول لتبادل الأفكار والمعارف حول إرث العالم الجليل عبد الرحمن ابن خلدون. وتسهم الأوراق البحثية المقدمة خلال الجلسات في إثراء النقاش الأكاديمي وتعزيز فهم تطبيقات أفكار ابن خلدون في السياق المعاصر. كما يعكس هذا الملتقى التزام مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة في دعم التعاون العلمي والثقافي بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية على المستوى الدولي، ويؤكد أهمية بناء جسور معرفية بين الثقافات وتشجيع البحث المشترك الذي يسهم في إثراء التراث الفكري للإنسانية.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على تراث ابن خلدون وفكره ونظرياته وأثره في العلوم الحديثة، إلى جانب إتاحة منصة للحوار العلمي بين الباحثين والعلماء من مختلف دول العالم حول تأثير منهجه الفكري في تطور المفاهيم العلمية، والنظريات المختلفة، واستشراف آفاق التنمية المستقبلية.
ويركز الملتقى على إبراز إسهامات ابن خلدون في الفكر الإنساني والحضارة الإسلامية في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي، من خلال استعراض دراسات بحثية متخصصة تتناول منهجه الفلسفي والنقدي في قراءة التاريخ، ونظرياته الرائدة، واستشراف آفاق التعاون البحثي والمشاريع المستقبلية بين المؤسسات العلمية، حيث جاءت الجلسة الرئيسة بعنوان "تعزيز البحث والحفظ: المؤسسات والمنصات المعنية بتراث ابن خلدون"، بمشاركة الأستاذ الدكتور عبد الرازق النجار من جامعة ليوبليانا- سلوفينيا، والدكتور أسامة النحاس منظمة الإيسيسكو – المغرب، حيث ناقش الخبراء أهمية تطوير المبادرات البحثية والمنصات العلمية المتخصصة في حفظ تراث ابن خلدون، وتعزيز الجهود الأكاديمية الهادفة إلى دراسة منهجه الفكري وتوسيع آفاق التعاون الدولي في هذا المجال.
شهد الملتقى على مدار يومين عقد ست جلسات علمية متخصصة تناولت جوانب متنوعة من الفكر الخلدوني، شملت: رؤى ابن خلدون الفلسفية والسياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تاريخ ابن خلدون ومنهجيته في البحث.


