تقرير: وليد الشيخ

قبل أسابيع دشّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة، منظومة المؤتمرات الذكية المتلفزة، ليفتح بذلك باب الربط الإلكتروني بين المقر الرئيسي لجامعة الشارقة، وفرعيها بمدينتي كلباء وخورفكان .

مبادرة سموه، تصب في خانة نشر المعرفة، كعادته وحرصه على وصول العلم إلى الناس كافة أينما كانوا، فعلاوة على الفائدة المثلى للمنظومة من الناحية الإدارية، هي خطوة على طريق التكامل الذكي الرامي إلى وصول المعلومة للطالب في مكانه بشتى السبل التي تكفل له جودة التعليم بأقل جهد وفي اللحظة نفسها .

استطلعنا آراء مسؤولي الفروع وأساتذتها، علاوة على الطلبة المستفيدين من المنظومة التقنية الجديدة، والتي وُصفت ب" العالمية"، ليؤكد الجميع أن صاحب السمو حاكم الشارقة يسعى حثيثاً، ومهما كانت التكلفة إلى التيسير على طلبة العلم، وتسخير الإمكانات كافة لخدمة أبنائه المواطنين، معتبرين أن المنظومة بمثابة شريان ضخ مزيداً من المعرفة من المنبع إلى المصب .

عن المنظومة تحدث الدكتور حسين محمد المهدي عميد الخدمات الأكاديمية المساندة في جامعة الشارقة، موضحاً مكوناتها وأهدافها وآلية عملها، مشيراً إلى أنها تتكون من أربع قاعات دراسية مرتبطة ببعضها، عن طريق شبكة الإنترنت، وتشمل قاعة للطلاب وأخرى للطالبات بمقر الجامعة في الشارقة، وقاعة بفرع الجامعة بخورفكان ومثلها في فرع الجامعة في كلباء، ويمكن ربط هذه القاعات ببعض ثنائياً أو كلها معاً بحيث يتم نقل المحاضرات أو أي نشاط تفاعلي أو علمي آخر من إحدى القاعات ومشاهدتها والتفاعل معها من قبل القاعات الثلاث الأخرى، باستخدام تقنيات رقمية ذات كفاءة تقنية عالية من حيث الصوت والصورة .

وأضاف المهدي: "تتميز هذه المنظومة التي يشتمل كل مقعد دراسي فيها على حساس صوتي، يجتذب إليه الكاميرا عند التقاط أي صوت يصدر عمن يجلس على هذا الكرسي، للتفاعل معه، وتتميز بالجودة العالية وتنوع وسائط العرض فيها وقدرتها التقنية العالية جداً على التفاعل وتحقيق أدق معايير التفاعلية ويمكنها أن تحتفظ بكل ما سجلته من أحداث جرت في القاعة و"الأرشفة" ويمكنها تحقيق أوسع صور من التواصل وأدقها عن طريق الشبكة، وتتميز أساساً بسهولة استخدامها" . مؤكداً أن أهم ما يميزها أنه يمكن مشاهدة المحاضرات والفعاليات التي تحدث فيها من أي مكان في العالم ومتابعة ونشر هذه الفعاليات على صفحات التواصل الاجتماعي .

وأكد أنه يمكن للجامعة ولمؤسسات ودوائر إمارة الشارقة، الاستفادة من هذه القاعات الذكية بعقد اجتماعاتها من خلالها ومقابلات الموظفين وأنشطتها وغير ذلك الكثير، وانتهى إلى القول إن الجامعة أدرجت أربعة مساقات لفصل الخريف الأكاديمي الجاري، لتدرس من خلال هذه المنظومة في الشريعة والقانون والاتصال، إضافة إلى الدراسات العليا .

كلباء

محمود عبدالله نائب مدير الجامعة المساعد لشؤون الطلبة والمجتمع في كلباء، اعتبر أن المنظومة نتاج اهتمام لا يخفى على أحد من جانب سمو الحاكم بحركة التعليم، مضيفاً أن فرع جامعة الشارقة بكلباء، بات اليوم لا يقل بأي حال عن المقر الرئيسي، فجميع الإمكانات متاحة، وشتى السبل الهادفة لجودة التعليم ومخرجاته مكفولة، ويعود الفضل في ذلك إلى حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، باعتباره رئيس الجامعة على تطوير الفروع ورفدها بأعلى التقنيات والمرافق والكادر الأكاديمي والإداري .

وأضاف عبد الله أن ضعف إقبال الطلبة على بعض التخصصات، يجعل من الصعوبة بمكان توفير أساتذة مقيمين بشكل دائم في الفروع، ومن هنا كان الطلبة يتكبدون المشاق لتحصيل العلم، سواء في الجهد المبذول للوصول إلى المقر الرئيسي في الشارقة، أو في الوقت المهدور في الطريق، وجاءت المنظومة الذكية لتحل تلك المعضلات، فبإمكان الطالب اليوم مهما كان التخصص الراغب في الانتساب لها، أن يحصل على الخدمة التعليمية وهو على مقعد الدراسة دون الاضطرار إلى الترحال .

وأشار مسؤول فرع كلباء إلى أن طلبة الماجستير هم الفئة المستهدفة كمرحلة الأولى من الاستفادة من خدمات المنظومة، عبر قاعة تخصصية تم إنشاؤها بالفرع، يمكنهم من خلالها حضور المحاضرات العلمية وتغطية كافة متطلبات مساقاتهم الدراسية بأريحية ومرونة كبيرة، وبتفاعل تام بين الطالب والمحاضر .

من جانبه رأى الدكتور محمد نور الدين الأستاذ المساعد للقانون الجنائي بكلية القانون بالجامعة، أن المنظومة تضع الجامعة في مصاف الجامعات العالمية، وهو ما يطمح إليه الرئيس الأعلى ويسعى جاهداً لتنفيذه، فما تضمه من تقنية يضفي سمة التكامل والتواصل الآني بين مقرها الرئيسي وفروعها، مشيراً إلى أنها تقضي على نقص بعض الاحتياجات بالفروع الناجم عن ضعف أعداد الطلبة .

ورغم تعبيره عن عدم الاستغناء عن التفاعل المباشر بين المحاضر والطالب، أكد نور الدين أن المنظومة تعد وسيلة ناجعة في التخصصات العلمية، فيمكن مشاهدة عملية جراحية دقيقة من خلالها، وما توفره من إمكانات تقنية تتيح التفاعل المنشود بكل وضوح من حيث الصوت والصورة الدقيقة .

وعن الجوانب السلبية في المنظومة، نفى أستاذ القانون الجنائي وجود أي سلبيات بها، مستدركاً بما يمكن تسميته خللاً فنياً قد يقع نتيجة الاعطال التقنية، مضيفاً أن الجامعة تتحاشى مثل هذه الأعطال بتوفير تقني متخصص بكل قاعة سواء في المقر الرئيسي أو الفروع لتجنب الأمر ومعالجة الخلل على الفور .

خورفكان

رأى الدكتور علي عبيد الزعابي نائب مدير الجامعة المساعد للشؤون المالية والإدارية بخورفكان، أن منظومة المؤتمرات الذكية، جاءت بمبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للجامعة، انطلاقاً من حرصه الدائم على فتح آفاق دائمة وواسعة لنشر التعليم ودعم الحركة الثقافية، تزامن ذلك مع اعتماد سموه لبرامج الدراسات العليا بفرع كلباء كبداية، يتبعها فرع خورفكان، بما يكفل للفروع تبوء نفس المكانة التي تحظى بها الجامعة الأم .

وأضاف أن التفاعل يزداد مع المنظومة، بما توفره من عنصر الاحتكاك المباشر بين الطلبة ومحاضرين غير تقليديين، إضافة للتواصل بين الطلبة وبعضهم بعضاً في بيئات تعليمية مختلفة جغرافياً .

وقال إن المحطة التطبيقية الأولى للمنظومة كانت كلباء، ونأمل أن تشمل فرع خورفكان، وهو ما بدأ فعلياً بتدشين قاعة مماثلة لدينا في الفرع، من المتوقع في المستقبل أن يستفيد منها مئات الطلبة سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا .

الحق الأدبي والتفاعل المتبادل

الدكتور محمد الأمين المحاضر بكلية الاتصال بالجامعة، اعتبر أن المنظومة تكفل الحقوق الأدبية بين المحاضر والطالب في آن، وذلك بما توفره من عمليات تسجيل بالصوت والصورة، يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة، ومن هنا يتبدى بالدليل القاطع مدى إمكانية التحكم والسيطرة من المحاضر على مجريات الأمور في الصف الدراسي، فغياب المحاضر عن الوجود الفعلي بالصف بين الطلبة، لا يعني أبداً فقدان التحكم والسيطرة . . الكاميرا تتحرك في نفس اللحظة التي يخرج فيها الصوت تجاه المتحدث، وعنصر الرؤية المتبادلة موجود، وبذلك لا يختلف الأمر كثيراً عن نظم التعليم التقليدية، فبإمكان المحاضر التأكد من حضور الطالب وانضباطه وتواصله المباشر .

الطلبة يشكرون سلطان

توجه طلبة الفروع بشكرهم إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيس الجامعة على مبادرته وما يبذله من الغالي في سبيل راحتهم، وعبروا عن سعادتهم بالمقابلة التلفزيونية التي شرفوا فيها بلقاء سموه ومحاورته، كما عبروا عن تمنياتهم بالتوسع في المنظومة كي تشمل طلبة البكالوريوس في بعض التخصصات غير المتاحة في الفروع .

قال الطالب شاهين خلفان - ماجستير قانون بكلباء ويقطن في إمارة الفجيرة: كنت أدرس الماجستير بإمارة دبي، ما كان يكبدني الكثير من المشقات، حتى تم طرح برامج الدراسات العليا بفرع جامعة الشارقة بكلباء، وعلى الفور انتقلت للدراسة بالفرع"، مضيفاً أن تدشين المنظومة وفر عليه الكثير من الجهد والوقت، معبراً عن فخره بكونه أحد المنتسبين للدفعة الأولى لطلبة الماجستير بجامعة الشارقة بكلباء، أول من يخضع للتعليم عبر منظومة المؤتمرات الذكية .

الطالبة شيخة القايدي - ماجستير قانون بكلباء، اعتبرت أن التطور الذي يلحق بفروع الجامعة بالشرقية، ليس بغريب عندما يكون رئيس المؤسسة هو صاحب السمو حاكم الشارقة، فقد اعتدنا عمله الدائم على التطور والارتقاء بكافة مؤسسات الإمارة، وتذليل أي عقبات تواجه أبناءه المواطنين، معتبرة أن سموه يرى أن تحصيل طالب واحد للعلم لا يقدر بثمن، ولهذا لا عجب في أن تنفق المبالغ الطائلة في سبيل خدمة عدد محدود من طلبة العلم، مشيرة إلى توقعاتها بتطور كبير سوف يطرأ على فروع الجامعة، تواكبه زيادة كبيرة في أعداد الطلبة خلال الفترة القليلة المقبلة .

الطالب حسن علي الزعابي، أثنى على جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، معبراً عن سعادته بالمنظومة التي قضت على العراقيل التي كانت تواجه طلبة العلم في مدن الأطراف، منها المسافة ونقص الإمكانات .

الطالبة آمنة المنصوري، مقيمة بخورفكان، وتدرس ماجستير القانون بكلباء، عبرت عن رأيها بأهمية التواصل والتفاعل المباشر بين الطالب والمعلم، إلا أن "للضرورة أحكام" وفق تعبيرها . مشيرة إلى مخاوفها من فقدان سيطرة المحاضر على الطلبة نتيجة عدم التواجد بالصف الدراسي علاوة على الأعطال التقنية الواردة، إلا أنها اعتبرت أن تلك المخاوف لا تقلل من أهمية المنظومة وتوفيرها للوقت، مع توقعها بتعود الطلبة على الأمر بمزيد من الاحتكاك والخبرة .

الطالبة داليا البيك - بكالوريوس اتصال بخورفكان، طالبت بتوسع المنظومة كي تشمل طلبة البكالوريوس من التخصصات غير المتوفرة بالفروع، داعية إلى تعظيم الاستفادة وتعميمها بشكل تدريجي على مختلف المراحل التعليمية الجامعية . وقالت الطالبة شيخة النقبي إن لقاء سمو الحاكم عبر المنظومة التلفزيونية كان له بالغ الأثر فينا، معبرة عن تمنياتها أن يتم تفعيل المنظومة في أقرب فرصة بفرع خورفكان، خاصة في ظل إنشاء القاعة فعلياً .

المصدر: https://www.alkhaleej.ae/supplements/page/14433c68-ea81-4542-ad15-7999d958cecc#sthash.jhBNaGZz.dpuf