في ظل التطوّر الذي يشهده العالم في أعقاب ثورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والثورة التكنولوجية، أصبحت حاجة المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم ضرورة ملحّة لتبنّي استراتيجيات جديدة لمواكبة متطلبات مجتمع رقمي يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي. ومن هذا المنطلق يأتي مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم ليستكشف الآفاق الجديدة التي تنتجها مثل هذه التطبيقات والتقنيات الناشئة في مجال التعليم والتعلم والبحث المتصل بهما.

ويلتئم المؤتمر في دورته الثانية تحت شعار “الذكاء الاصطناعي وما بعده: استشراف مستقبل التعليم الذكي في العصر الرقمي"  ليسلط الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية وتجارب المؤسسات التعليمية، وآخر الأبحاث في هذا المجال للاستفادة منها في تحديث الممارسات في العملية التعليمية من أعادة تصميم المناهج والإلقاء والتقييم والتواصل مع الطلبة بما يضمن تحسين جودة مخرجات التعلم لتتلاءم مع متطلبات المجتمع وسوق العمل.

يهدف المؤتمر إلى إبراز الدور المحوري لمؤسسات التعليم العالي في إعداد خريجين مواكبين لآخر التطورات ومستعدين للانخراط في سوق العمل الذي هو أيضا يشهد تحولاً جذرياً في نوعية ومتطلبات التوظيف من مهارات أهمها القدرة عي استثمار التحليلات الذكية والتنبؤات المتقدمة في كافة المجالات.  وبحث آفاق استثمار الذكاء الاصطناعي في التعلم والتعليم، وبيان التحديات التي تواجه المؤسسات الأكاديمية في هذا المجال وسبل تذليلها ومواجهتها، ومن هذا المنطلق فإن تواجد كوكبة من العلماء والتربويين المختصين سيساهم في مساندة المؤسسات التعليمية لتطوير استراتيجيات مبتكرة تضمن جاهزية الطلاب للتحديات المستقبلية، وتعزز مهاراتهم وقدراتهم على المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

أدى التقدم المتسارع في تكنولوجيا التعليم والتعلم إلى تحوّل ملحوظ في نظم إدارة المساقات ورقمنة المحتوى وتحديث العملية التعليمية سواء في الطرح والإلقاء أو في التواصل والتقييم والمصادر الرقمية مما فرض على المؤسسات التعليمية إعادة النظر في تصميم الفصول الدراسية والخدمات المساندة للعملية التعليمية. ولتغطية هذا الجانب، سيخصص المؤتمر جلسات لمناقشة آخر ما توصلت إليه المؤسسات التعليمية من طرائق تدريس مبتكرة مثل التعليم الهجين المرن، والتعليم المبني على الصف المعكوس، والتعليم التفاعلي والتعليم المبني على حل المشكلات، وفي البحث العلمي والابتكار فتح المجال أمام الأبحاث في المراحل الجامعية والدراسات العليا لتوظيف الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي بما يسهل البحث العلمي والتواصل مع المؤسّسات التعليميّة فيما بينها من خلال شراكات وبرامج بحثيّة بينيّة.

ومن خلال الجلسات العلمية وورش العمل والمعارض والفعاليات التي ستعقد على هامش المؤتمر تعمل الجامعة على توفير مناخ وبيئة تفاعلية بين الباحثين والعلماء والتربويين والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة يتم فيها تبادل الخبرات والتجارب ومشاركة تجاربهم ورؤاهم حول مستقبل التعليم والتعلم في ظل هذه التغيرات التي يشهدها العالم.