أطروحة الدكتوراة: تعليم العربية للناطقين بغيرها عبر تطبيقات الهواتف الذكية:نحو نموذج متكامل
لقد دخلت تطبيقات الهاتف الذكي مجال تعلُّم اللغات وتعليمها بقوة، وشهدت تطبيقات تعلّم اللغات العالمية زيادة كبيرة في عمليات التحميل وعدد المستخدمين، بل وبدأ بعضها بنيل اعترافات رسمية، إلا أنّ التطبيقات الخاصة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مازالت تخطو خطواتها الأولى ولا تتعدى كونها محاولات شخصية في الغالب. ومن أسباب ذلك هو ندرة الدراسات التي اهتمّت بتطبيقات الهاتف الذكي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والمواصفات المثلى له والمعايير الواجب توافرها فيه. وعليه فإن هذه الدراسة هي محاولةُ سدِّ النَّقص الحاصل في الدراسات التي تهتمّ بهذا المجال. إن هذه الدراسة يمكن أن تكون مرجِعًا للمطوّرين والمتخصصين الذين يعلمون على تطوير تلك التطبيقات، وكذلك قد تكون مرجِعًا للمعلّمين عند اختيار التطبيق الذي يوصون به طلّابهم، وكذلك مرجِعًا للطلاب أنفسهم ولكل من يرغب في تعلّم اللغة العربية من الناطقين بغيرها، ، حيث تسعى هذه الدراسة إلى التعريف بالخصائص والمواصفات والمعايير المثلى الواجب توافرها في تطبيقات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والتي تؤهّله ليكون تطبيقًا جيِّدًا وفعّالًا، وذلك من خلال البحث في الأدبيات السابقة العربية والأجنبية، واستخلاص كل ما ذُكر فيها حول تطبيقات الهاتف الذكي لتعليم اللغات، وإسقاط ذلك على ما يتناسب مع ميدان تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وقد قامت هذه الدراسة بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام، حسب الجوانب التي تتناولها تلك المعايير، فكان منها المعايير التي تتعلق بالجانب العلمي، ومن أهمها: صحة المحتوى وجودته، وشمولية مهارات اللغة. وأما يتعلق بالجانب التربوي، فكان منها: التفاعلية، والاندماج والانخراط، والتغذية الراجعة، وتقديم تقرير عن أداء المستخدم، والتخصيص والتكييف. وما يتعلق بالجانب التقني كان منها: سهولة الاستخدام، وتنوّع الوسائط، والتصميم، والجاذبية.
وقد أشارت هذه الدراسة إلى أبرز نقاط الضعف التي تعاني منها تطبيقات تعليم اللغات، منها أنها تركّز على بعض مهارات اللغة دون غيرها، وأنها تفتقر إلى التفاعلية والتواصل، وأن الكثير من تطبيقات تعليم اللغات تهتم بالجوانب التقنية والتكنولوجية أكثر من الجوانب العلمية والتربوية. ولعل ذلك عائد إلى أن أغلب مصممي هذه التطبيقات هم من غير المختصين. وعليه فهي توصي بأن تتّحد جهود التربويين واللغويين المختصين والتقنيين؛ للخروج بتطبيقات تليق بمكانة اللغة العربية، ويمكنها أن تنافس في السوق العالمية.
الكلمات المفتاحية: تطبيقات الهاتف الذكي، التعلم المحمول، تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.