اختتمت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك فعاليات النسخة الثالثة من ورشة المركبة المريخية الجوالة سداسية العجلات، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة مجموعة من الطلبة والمهتمين بمجالات علوم الفضاء والهندسة والتقنيات الحديثة، وذلك في إطار جهود الأكاديمية المتواصلة لنشر الوعي العلمي وتعزيز ثقافة علوم الفضاء والفلك في المجتمع المحلي.

وهدفت الورشة التي تُنظم بشكل دوري إلى تعريف المشاركين بمجال استكشاف الكواكب وتسليط الضوء على المفاهيم الهندسية والتقنية التي تقوم عليها المركبات الجوالة المستخدمة في المهمات الفضائية، إلى جانب تعزيز المعرفة العلمية وتنمية مهارات التفكير الابتكاري لدى فئة الشباب وتحفيزهم على الابتكار والبحث العلمي.

حيث تميزت هذه النسخة بوصولها إلى مستوى متقدم شمل تصميم مركبة جوالة سداسية العجلات مزودة بنظام تعليق مستقل، مع توجهات مستقبلية لتطوير الورشة من خلال إضافة ذراع روبوتية قابلة للبرمجة لمحاكاة عمليات جمع العينات على سطح المريخ، والذي يساهم في توسيع نطاق التجربة التعليمية وتعزيز مهارات المشاركين في الدورات المقبلة.

وتضمن البرنامج التدريبي للورشة مزيجًا متكاملًا من الجوانب النظرية والتطبيقية، حيث خُصص اليوم الأول لتقديم محاضرات علمية ونقاشات تفاعلية حول علوم الكواكب وتقنيات استكشافها، فيما ركّز اليوم الثاني على الجانب العملي من خلال قيام المشاركين بتجميع هيكل المركبة وتركيب المكوّنات الإلكترونية الخاصة بها. أما اليوم الثالث، فقد شهد إجراء اختبارات عملية للمركبات الجوالة على نموذج محاكاة لسطح المريخ داخل الأكاديمية، بهدف التحقق من جاهزيتها وقدراتها الحركية في التعامل مع التضاريس الوعرة.

وأسهمت الورشة في تنمية المهارات العلمية والهندسية للمشاركين، عبر إكسابهم خبرات عملية في تصميم وبناء المركبات الجوالة وفهم آليات عملها، إضافة إلى التعرف على أسباب استخدام نظام الست عجلات مع نظام تعليق مستقل ودوره في تعزيز القدرة على التنقل فوق الأسطح الكوكبية. كما تعرّف المشاركون إلى أساسيات برمجة المركبات وتنفيذ الحركات الآلية والتحكمية، بما يدعم برامج التعليم والتوعية العلمية ويعزز خدمة المجتمع المحلي. وفي ختام الورشة، تم تكريم المشاركين تقديرًا لجهودهم وتفاعلهم.