الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح المؤتمر العربي الرابع عشر لعلوم الفضاء والفلك في جامعة الشارقة
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، افتتاح المؤتمر العربي الرابع عشر لعلوم الفضاء والفلك، الذي يقام بتنظيم من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، بالتعاون مع جامعة الشارقة وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
واستهل الحفل الذي أقيم في جامعة الشارقة بالسلام الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، عقبه تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ألقى بعدها الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك كلمة هنأ فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الاتحاد، شاكراً سمو رئيس الجامعة والحضور على التواجد وتشريف المؤتمر الأمر الذي يعكس اهتمام القيادة العليا والمسؤولين بقطاع الفضاء وتطويره.
واستذكر الدكتور حميد مجول النعيمي تاريخ تأسيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الذي أكمل عامه الـ 25، متناولاً جهود مؤسسي الاتحاد الذين حققوا الإنجازات والاكتشافات في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك على مدار السنين، واستمراره في تحقيق المزيد لتعزيز حقول العلوم والتكنولوجيا الذي يشكل إضافة نوعية لحقول المعرفة الإنسانية، ويصحح مفاهيم علمية عديدة.
وذكر مدير جامعة الشارقة أن النشاطات الفلكية والفضائية بدأت تظهر في الساحات العربية، وفي دولة الإمارات وبشكل واضح ومشرف، وكان نتاجها إنشاء مؤسسات فضائية ومراصد فلكية عالمية، تضم أحدث المعدات والتكنولوجيا الخاصة بالفضاء كالقبة الفلكية والمختبرات البحثية في طقس الفضاء، والشهب والنيازك، وتحليل البيانات والصور الفضائية، إضافة إلى المراصد الفلكية الراديوية والبصرية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في علوم الفضاء، واصفاً فخر العلماء والمهتمين بمجال الفضاء والفلك بالمشاريع الخاصة في تصميم وبناء الأقمار الصناعية المكعبة والتي كان أولها مشروع "الشارقة سات 1"، الذي صنع بأيادي إماراتية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
وأشاد النعيمي بالتعاون الكبير بين جامعة الشارقة ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في تطوير منظومة متكاملة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، ودعم استقطاب الشركات الناشئة ورواد الأعمال والمستثمرين في هذا المجال، كونه يوفر بيئة مميزة وجاذبة لشركات قطاع الفضاء من خلال توفير المختبرات التخصصية والمستلزمات من المرافق، إضافة إلى استشارات علمية متميزة، وتوفير بيئة استثمارية متكاملة عبر شبكات المستثمرين وشركات القطاع الخاص الداعمة لهذا النوع من الشركات.
وأشار مدير جامعة الشارقة خلال كلمته إلى أن دولة الإمارات أولت اهتماماً كبيراً بمجال علوم وتكنولوجيا الفضاء وأصبحت من الأولويات الوطنية، من خلال مشاريعها المتمثلة بإرسال رواد فضاء من أبناء الإمارات إلى محطة الفضاء الدولية، وكذلك استكشاف المريخ بإطلاق "مسبار الأمل"، والعمل على استكشاف القمر بحلول عام 2026، والتخطيط لإرسال مركبة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة وبعض الكويكبات الصخرية المتواجدة بين المريخ والمشتري.
وناول مدير جامعة الشارقة في كلمته جهود الدول العربية في مجال الفضاء والفلك من خلال إنشاء وكالات فضائية ومراصد فلكية وبصرية وراديوية، بالإضافة إلى إطلاق عدة أقمار اصطناعية، ومشروعات بناء تلسكوبات راديوية تخدم قطاع وعلماء الفلك والفضاء، مثمناً جهود الدول التي بادرت بإنشاء الأقسام والبرامج الفلكية والفضائية في جامعاتها، وتأسيس المجموعات والجمعيات والأندية الفلكية، والتي وصل عددها إلى أكثر من 60 جمعية.
وشدد الدكتور حميد مجول النعيمي على أهمية تعليم علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك والجو والزج به في سياسات مناهج التعليم العام والتعليم الجامعي، لتحسين وتطوير هذا القطاع، واصفاً تأثيره الكبير على الكوادر البشرية، والأمن القومي، والاقتصاد والسياسة، والموضوعات الاجتماعية والإنسانية، فضلا عن تنمية عقول صغار السن والشباب على أحدث أنواع التكنولوجيا وأثرها في تقدم المجتمعات، معتبرها الفرصة الحقيقية لتعزيز الجهود في استكشاف الفضاء والكون عبر الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وأنظمة الملاحة العالمية وتكنولوجيا الروبوتات الفضائية وغيرها من الأساليب.
واختتم مدير جامعة الشارقة كلمته مشيراً إلى أهمية المؤتمر العربي الرابع عشر لعلوم الفضاء والفلك، وذلك لدوره في دعم مسيرة وجهود الدولة في مجال الفضاء والفلك، حيث ستكون مخرجاته مكملةً للبرامج والمشاريع التي تم اعتمادها من ضمن استراتيجية الدولة وخططها المستقبلية في هذا المجال، داعياً الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية وأصحاب القرار بالاهتمام الأكبر بالتعليم والتعلم والبحث العلمي والتطوير في ميادين علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك العلمية والمعرفية والثقافية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للمهتمين بهذا المجال.
وألقى سالم حميد المري المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء كلمة أشاد فيها بجهود أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، والتعاون الكبير بين جامعة الشارقة ومركز محمد بن راشد للفضاء في إعداد الكوادر الوطنية وتخريج جيل مثقف ومتعلم في مجال الفضاء والكون، ذاكراً أن المركز يضم 20٪ من خريجي جامعة الشارقة.
وكشف المري عن إطلاق القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" في العام القادم 2024، الذي سيكون الأكثر تقدمًا في المنطقة في مجال التصوير عالي الدقة والوضوح، وسيكون نتيجة الخبرات الكبيرة لفريق العمل والتعاون مع قطاع صناعة الفضاء الإماراتي، كما سيساعد في مجال مراقبة التغيرات البيئية، والتخطيط المدني، والتنمية الزراعية، ومراقبة جودة الماء، مشيراً إلى أننا نعيش مرحلةً تاريخيةً لقطاع الفضاء الإماراتي والعربي، ولمسيرة الاستكشاف عالميًا.
واستعرض المري رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، قائلاً: "في يوم 4 سبتمبر من هذا العام عاد سلطان النيادي إلى الأرض بعد أن قضى 186 يوم في الفضاء، وكان وفد الإمارات متواجداً في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية لاستقباله بعد عودته من محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "سبيس إكس دراجون" مع زملائه في طاقم Crew-6، استقبلنا سلطان بعد أن أمضى 6 أشهر في الفضاء أنجز خلالها أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب وقام بأول مهمة عربية للسير في الفضاء الخارجي، كما أنجز 200 تجربة علمية ومئات مهمات الصيانة والعمليات، إضافة إلى التجارب العلمية التي شملت مجالات الطب، وعلم المواد، وعلم السوائل، والنباتات، واختبار التقنيات، وغيرها من التجارب التي تخدم حياتنا اليومية على الأرض بكل المجالات."
مضيفاً: "قام سلطان النيادي بطباعة أنسجة غضروف الركبة، والعمل على تطوير علاج لمرض السكري من النوع الثاني، ودراسة أنماط النوم لرواد الفضاء في بيئة الجاذبية الصغرى، ومعرفة آثار الأدوية السريرية على خلايا القلب في الفضاء متعاونّا مع وكالات فضاء مختلفة، وجهات عالمية متعددة أبرزها وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، إضافة إلى عدد من المؤسسات التعليمية الإماراتية التي قدمت عدة تجارب منها نمو بلورات البروتين التي تدرس بروتينًا يرتبط بحالات صحية عديدة كمرض الصرع، المساعدة على اكتشاف علاجات لها."
وتناول مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء الأرقام والإحصائيات التي سُجلت من خلال اللقاءات التعريفية مع سلطان النيادي خلال تواجده في محطة الفضاء الدولية مشيراً إلى أنها كانت مهمة تاريخية عاش معها الجميع لحظات لا تنسى، وقال: "من الأهداف التي وضعت لمهمة سلطان النيادي هي تعريف الناس بفوائد إرسال رواد الفضاء والاستكشاف الفضائي، لذلك التواصل مع الجمهور بهدف توعية أفراد المجتمع بالمهمة، وخلال الأشهر الستة، تواصل سلطان مع الجمهور عبر 19 اتصالًا بالصوت والصورة، كان ذلك ضمن حدث "لقاء من الفضاء" الذي غطى كل إمارات الدولة، وأقمنا نسختين منه في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وموريشيوس، ونظمنا كذلك 7 اتصالات لاسلكية، ورافق سلطان أيضًا الجمهور خلال المهمة عبر مئات مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي."
وثمن المري دعم القيادة الرشيدة لبرامج الفضاء واستكشاف الكون وأهمية ذلك في تطوير هذه العلوم الرئيسة، قائلاً: "هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا دعم قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولولا الشراكات العالمية، وتبادل المعرفة، والتي تعتبر من الشروط الرئيسة لنجاح مهمات الفضاء، حيث بدأت مسيرتنا من خلال برنامج لنقل المعرفة مع كوريا الجنوبية، وأثمر هذا العمل إطلاق أول قمر اصطناعي للمركز "دبي سات 1"، لتتبعه بعدها أقمار اصطناعية أخرى، ومهمات لرواد الفضاء، ولاستكشاف المريخ، والقمر." مشيراً إلى أن المؤتمر العربي الرابع عشر في علوم الفضاء والفلك فرصة رائعة لتعزيز الشراكات وتبادل المعرفة والعمل معاً لتحقيق النجاح الذي يصب في مصلحة قطاع الفضاء.
واختتم سالم حميد المري كلمته بالإشارة إلى نجاحات الإمارات المتتالية والعرب وجهودهم في عالم الفضاء والفلك، قائلا: "في السنوات الأخيرة حقق قطاع الفضاء الإماراتي والعربي نجاحات كبيرة، فكان إطلاق مهمة "خليفة سات"، أول قمر اصطناعي يطوره بالكامل فريق إماراتي، وإطلاق مهمة رائد الفضاء هزاع المنصوري في عام 2019، ليصبح أول عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، كما وصلت أول مهمة عربية إلى مدار المريخ بنجاح، ووصلنا إلى أقرب نقطة بلغها العرب من القمر، ورأينا رواد الفضاء من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية يجتمعون في الوقت نفسه بمحطة الفضاء الدولية، واليوم روادنا هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، ونورا المطروشي، ومحمد الملا يواصلون التحضيرات لمهمات الفضاء البشرية القادمة، كما نتابع العمل على تطوير المستكشف "راشد "2 ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر."
وقدم خيسوس مايز ابيلانيز عالم مقيم في مركز علم الأحياء الفلكي بإسبانيا عرضاً مرئياً تحدث فيه عن التلسكوبات الحديثة وخصائصها وآلية عملها، إضافة إلى طريقة البحث واستكشاف النجوم والأجرام السماوية والصور التي يمكن التقاطها من خلال هذه التلسكوبات، كما تناول أنواع التلسكوبات ومواصفاتها التي تميزها عن التلسكوبات القديمة، وبعض الأمثلة من التقاطات التلسكوبات للمجرة وبعض المشروعات الخاصة بالفضاء والفلك.
من جانبه قدم وانغ تشونغ مين مدير مركز التعاون الدولي مركز استكشاف الفضاء السحيق في الصين، عرضاً مرئياً تناول فيه تجربة دولة الإمارات والدول العربية مع الفضاء والفلك، مشيداً بالجهود والإنجازات التي حققتها الدول العربية بشكل عام ودولة الإمارات على وجه الخصوص، على مدار السنوات السابقة والخطط البعيدة التي تضعها لتعزيز عملية استكشاف الفضاء والكون.
وتحدث وانغ مين عن التجربة الصينية في صناعة الأقمار الصناعية وخطوات تصنيعها وبرامجهم في اكتشاف الفضاء وأهداف المهمة الفضائية، وخطط جمهورية الصين الشعبية في إرسال رواد الفضاء للهبوط على سطح القمر بحلول عام 2030، مشيداً بالتعاون العربي مع الصين في مجال الفضاء ومن أجل اكتشاف القمر.
وتفضل سمو رئيس الجامعة في ختام حفل الافتتاح بتكريم شركاء ورعاة المؤتمر العربي الرابع عشر لعلوم الفضاء والفلك مهدياً إياهم الدروع التذكارية وملتقطاً معهم الصور الجماعية، مشيداً سموه بدعمهم للمؤتمر وخطواتهم الكبيرة في تعزيز الدراسات الخاصة العلمية الخاصة بقطاع الفضاء والفلك.
شهد افتتاح المؤتمر بجانب سمو رئيس الجامعة كل من: الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، والدكتور سليمان بن سرحان الزعابي رئيس دائرة شؤون البلديات، حسين محمد المحمود الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وعدداً من أعضاء مجلس أمناء جامعة الشارقة، وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بجامعة الشارقة، وعدد كبير من العلماء والمهتمين بقطاع الفضاء والفلك.









