تحت رعاية سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، نظّمت كلية العلوم بالجامعة فعاليات الملتقى الدولي "يوم الرياضيات في الإمارات 2025"، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء في مجالات الرياضيات والذكاء الاصطناعي من داخل دولة الإمارات ومن جامعات ومراكز بحثية حول العالم. وجاء تنظيم الملتقى عبر قسم الرياضيات بالكلية، تحت عنوان: "الرياضيات والذكاء الاصطناعي محركان رئيسيان للتطور العلمي المعاصر"، في تجسيد للتوجه المتسارع نحو دمج الرياضيات بالخوارزميات الذكية والتقنيات الحديثة.

استُهلت الفعاليات بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ الدكتور نوّار ثابت، عميد كلية العلوم، رحّب فيها بالحضور وأكد على أهمية محاور الملتقى لهذا العام، المتمثل في العلاقة التكاملية بين علوم الرياضيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الكلية قد استحدثت برنامجاً جديداً وهو بكالوريوس في الرياضيات للذكاء الاصطناعي، سوف يتم طرحه ابتداء من الخريف القادم.  كما أكد أن الملتقى يمثل فرصة ثمينة للأساتذة والباحثين لتبادل التجارب والخبرات من أجل مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الرياضيات والذكاء الاصطناعي.

من جانبه، أشار الدكتور فراس غانم، رئيس قسم الرياضيات، إلى أن "يوم الرياضيات في الإمارات" يُعد حدثًا علميًا سنويًا متميزًا انطلق لأول مرة في جامعة الشارقة عام 2003، ويواصل منذ ذلك الحين دوره المحوري في دعم التواصل الأكاديمي وتعزيز التعاون البحثي بين المتخصصين وطلبة الدراسات العليا في بيئة علمية مشجعة على الابتكار والإبداع.

وتضمّنت أجندة الملتقى عددًا من المحاضرات العلمية المتميزة، من أبرزها محاضرة للدكتور هادي سوسانتو من جامعة خليفة بعنوان "الشبكات العصبية لتحليل التفرعات وتوقع الديناميكيات"، استعرض فيها إمكانات التعلم العميق في تحليل النظم الديناميكية المعقدة. كما قدّم البروفيسور كورنيليس أوسترلي، رئيس قسم الرياضيات المالية في جامعة أوتريخت الهولندية، محاضرة بعنوان "طرق فورييه وتقنيات التعلم الآلي للمعايرة في التمويل الحسابي"، تناول فيها أحدث التطبيقات الرياضية في المجال المالي القائم على الذكاء الاصطناعي.

وشهد الملتقى انعقاد ثلاث جلسات علمية متوازية، تناولت ثلاثة محاور رئيسية هي: الرياضيات التطبيقية، الرياضيات البحتة، والرياضيات في الذكاء الاصطناعي والتعليم والإحصاء. وقدّم خلالها أكثر من 30 باحثًا أوراقًا علمية شملت موضوعات مثل النمذجة الرياضية للأوبئة، الخوارزميات الجينية، الذكاء الاصطناعي في التعليم، المعادلات التفاضلية، والبيانات الضخمة.

كما تضمن الملتقى ورش عمل تدريبية، وجلسات نقاش موسعة حول مستقبل العلاقة بين الرياضيات والذكاء الاصطناعي، وفرص بناء شراكات بحثية بين الجامعات والمؤسسات المتخصصة في الدولة والمنطقة.

واختُتمت فعاليات الملتقى بتكريم المشاركين والباحثين تقديرًا لمساهماتهم العلمية المتميزة.