عالمي

تناول موضوعات الدبلوماسية العلمية والإرث العلمي العالمي مشاركة مؤسسة تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة ضمن فعاليات مؤتمر كرسي اليونسكو في تركيا

بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، شاركت مؤسسة تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين (SIFHAMS) في جامعة الشارقة، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لكرسي اليونسكو، تحت عنوان" التداول العابر للقارات للمعرفة وبناء الجسور العلمية بين العالم الإسلامي وأمريكا اللاتينية"، الذي عقد في جامعة ابن خلدون بمدينة إسطنبول بتركيا. ونُظم بالشراكة بين معهد تحالف الحضارات بجامعة ابن خلدون، ومؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، وكرسي اليونسكو بجامعة مكسيكو الوطنية (UNAM).

وألقى الأستاذ الدكتور مسعود إدريس مدير المؤسسة، الكلمة الرئيسية خلال حفل الافتتاح، تناول فيها المسارات التاريخية لتبادل المعرفة بين العالم الإسلامي وأمريكا اللاتينية، مسلطا الضوء على الإسهامات العلمية للأندلس، والرحلات البحرية للبحارة المسلمين، وأدوارهم في تشكيل بدايات الخرائط والملاحة التي مهدت للمعرفة الجغرافية العالمية. وأكد إدريس أن "التاريخ ليس رؤية أحادية، بل لوحة متعددة الأوجه"، مشيرًا إلى ضرورة إعادة قراءة رواية "اكتشاف العالم الجديد" من منظور شامل يُبرز الأثر العلمي والحضاري للمسلمين، وكذلك دور الحضارة الأندلسية في نقل المعارف إلى أوروبا ومنها إلى أمريكا اللاتينية.

وأشاد إدريس في كلمته بالتعاون الممتد بين المؤسسات الأكاديمية المشاركة، مؤكدًا حرص جامعة الشارقة على تعزيز الدبلوماسية العلمية وإبراز الإسهامات التاريخية للحضارة العربية والإسلامية في تشكيل المعرفة الإنسانية. وشدد على أهمية دعم المبادرات البحثية المشتركة، وبناء منصات لتبادل الخبرات بين الباحثين الشباب من العالم الإسلامي وأمريكا اللاتينية، خصوصًا في مجالات العلوم الإنسانية والرقمنة وحفظ التراث.

كما شهدت جلسات المؤتمر حضور أكاديمي متميز لعدد من الباحثين من جامعة الشارقة، الذين قدموا أوراقًا حول الحفظ الرقمي للتراث، والدبلوماسية العلمية وتعزيز الحوار بين الثقافات، ومراجعة الأدلة الرصدية للنظريات الفلكية والحوار بين الثقافات.

حيث أدار كل من الأستاذ الدكتور هايرو أوكاندوا عميد كلية الاتصال، والأستاذة الدكتورة نادية الحوسني عميد كلية الفنون الجميلة والتصميم عدداً من الجلسات العلمية، كما شارك الدكتور سمييو أدياريبيغي من كلية السياسات العامة ببحث حول العدالة المعرفية والتعليم العالمي، وقدم الدكتور محمد علي دراسة حول الدبلوماسية الثقافية التركية في أمريكا اللاتينية، كما قدّم صالح محمد زكي محمود بحثًا عن الحفظ الرقمي للمخطوطات والوثائق التاريخية وتأثيره في تبادل المعرفة عالميًا. كما عرضت الدكتورة نورة ناصر الكربي تجربة إماراتية رائدة حول الابتعاث ودوره في تعزيز الحوار بين الثقافات، في حين قدّم الدكتور مشهور أحمد الوردات مراجعة نقدية للأدلة الرصدية المتعلقة بتطور نظرية مركزية الشمس.

وترأس الدكتور مسعود إدريس جلسة بعنوان: التاريخ المتشابك: اللقاءات الإسلامية اللاتينية وتدفقات المعرفة عبر القارات" التي ناقشت تأثيرات التبادل التجاري والثقافي بين العالم الإسلامي وأمريكا اللاتينية، ودور العلماء والرحالة المسلمين في هذا التواصل.

واختُتمت أعمال المؤتمر بتنظيم زيارات علمية لمجمع السليمانية التاريخي ومتحف طوب قابي، إضافة إلى ورش تدريبية حول توثيق التراث العلمي عبر العلوم المفتوحة، وعروض فنية وثقافية تعزز الحوار بين الحضارات.

ابرز أحداث الفعالية

أخبار أخرى قد تعجبك