في إطار حرصها على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية، نظمت كلية الحوسبة والمعلوماتية بجامعة الشارقة ورشة تعريفية ببرنامجها الأكاديمي الجديد "ماجستير العلوم في التحول الرقمي"، والمقرر بدء الدراسة فيه خلال فصل الخريف من العام الأكاديمي 2025–2026. ويُعد البرنامج من المبادرات التعليمية الرائدة التي تستجيب لمتطلبات المرحلة المقبلة في مجالات حيوية ومتقدمة، وذلك بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة.

وأكد الأستاذ الدكتور عباس عميرة عميد كلية الحوسبة والمعلوماتية، أن تنظيم هذه الورشة يأتي ضمن جهود الكلية في مواكبة مستجدات سوق العمل، وتقديم برامج أكاديمية حديثة ترفد المؤسسات بكفاءات مؤهلة قادرة على قيادة مشاريع التحول الرقمي، مضيفًا أن البرنامج الجديد يُعد منصة أكاديمية فريدة تفتح آفاقًا واسعة للطلبة والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم بما يتناسب مع احتياجات العصر الرقمي، كما يوفر لخريجيه فرصًا مهنية متميزة في مجالات القيادة الرقمية، وإدارة الابتكار، والاستشارات التقنية، في قطاعات مثل: التمويل، والرعاية الصحية، والحكومة، والخدمات اللوجستية، والتعليم. وتشمل المسارات المهنية: مدير التحول الرقمي، واستراتيجي الابتكار، ومستشار تقني، ومدير منتجات رقمية، وقائد استراتيجيات البيانات.

وقد تخللت الورشة جلسة تقديمية قدّم خلالها الأستاذ الدكتور حسين شكر رئيس قسم نظم المعلومات بكلية الحوسبة والمعلوماتية، ومنسق البرنامج، شرحاً مفصلاً حول البرنامج، استعرض خلالها أبرز محاوره وأهدافه، إضافة إلى الفرص العلمية والعملية التي يتيحها للمشاركين فيه. وبيّن أن البرنامج يستهدف تمكين الطلبة والمهنيين من فهم أدوات وتقنيات التحول الرقمي، مشيرًا أن برنامج ماجستير العلوم في التحول الرقمي يتميز بمنهج دراسي متكامل يجمع بين الجانب النظري والتطبيق العملي في مجالات عدة، من بينها: الاستراتيجية الرقمية، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتحليل البيانات.

وأضاف أن البرنامج يتضمن دراسة تطبيقات لتقنيات متقدمة مثل "البلوك تشين"، وإنترنت الأشياء، والمنصات الذكية، إضافة إلى تطوير مهارات القيادة الرقمية، ويركز البرنامج على بناء أنظمة رقمية مستدامة، واستغلال التقنيات الناشئة في دعم اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على البيانات. إلى جانب التركيز على الأبعاد الأخلاقية والقانونية للتحول الرقمي، ويمنح الطلبة الأدوات اللازمة لبناء أنظمة رقمية مستدامة واتخاذ قرارات قائمة على البيانات.

وشهدت الورشة جلسات تفاعلية تضمنت عصفًا ذهنيًا للمشاركين، تم من خلالها مناقشة فرص التعاون بين الكلية والجهات المشاركة من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، جانب تبادل وجهات النظر حول متطلبات تنفيذ مشاريع التحول الرقمي في بيئات العمل المختلفة، بما يسهم في بناء شراكات استراتيجية تمكن من تطوير مشروعات نوعية تسهم في تحقيق التحول الرقمي المؤسسي والمجتمعي.

وشارك في الورشة عدد من الجهات الحكومية والخاصة، من بينها هيئة الشارقة لتقنيات الاتصال، ودائرة الثقافة، ودائرة الشارقة الرقمية، ودائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وجامعة خورفكان، وهيئة الشارقة للكتاب، وهيئة الشارقة للموانئ، والبرلمان العربي للطفل، وهيئة الموانئ والجمارك والمناطق الحرة في الشارقة، بالإضافة إلى مركز الشارقة للأمن السيبراني.