عالمي
رصد ظاهرة الاحتجاب النجمي النادر بمرصد الشارقة الفلكي في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
رصدت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة الظاهرة الفلكية النادرة المعروفة بـ "الاحتجاب النجمي"، وذلك من خلال مرصد الشارقة الفلكي التابع لها، في إنجاز علمي يُضاف إلى سجل الأكاديمية الحافل بالمشاركات الفلكية الدقيقة على مستوى العالم. ويُعد هذا الاحتجاب أحد أبرز وأدق الظواهر الفلكية التي تم رصدها خلال العام الجاري، نظراً لصعوبته وندرته، ولما حظي به من اهتمام واسع من علماء الفلك والمراصد الدولية.
وتُكمن أهمية هذا الاحتجاب في كونه ناتجًا عن عبور الكويكب "Quaoar"، أحد الكويكبات البعيدة الواقعة ضمن ما يُعرف بـ "كويكبات ما وراء نبتون" (Trans-Neptunian Objects)، ويُقدّر قطره بحوالي 1110 كيلومترًا، فيما يقع على بُعد يزيد عن 6.5 مليار كيلومتر من الشمس. وقد أدى عبوره أمام نجم بعيد إلى حجبه لمدة بلغت 45 ثانية، وهي مدة طويلة نسبيًا في مثل هذه الظواهر الفلكية، مما أتاح فرصة استثنائية لتحليل بيانات دقيقة عن شكل الكويكب وخصائصه الفيزيائية. وتُكمن صعوبة هذا الحدث تحديدًا في انخفاض سطوع النجم المحتجب، بالإضافة إلى وجوده ضمن منطقة كثيفة بالنجوم بالقرب من مركز مجرة درب التبانة، إلى جانب الطول النسبي لمدته.
ومن الجدير بالذكر، أن الاحتجاب النجمي يحدث نتيجة مرور أحد الكويكبات أمام نجم بعيد، مما يؤدي إلى حجبه عن الراصد لفترة قصيرة تختلف بحسب حجم الكويكب وبعده عن الأرض وشكله، ويتطلب هذا النوع من الرصد تجهيزات فنية عالية الدقة، من أدوات وتلسكوبات متقدمة وأنظمة توقيت متزامنة بدقة بالغة. وقد شارك في رصد هذا الحدث النادر 26 مرصدًا فلكيًا من مختلف دول العالم، ضمن نطاق العبور المعروف بـ "خط الظل"، إلا أن قلة فقط من هذه المراصد تمكنت من توثيقه بنجاح، من بينها مرصد الشارقة الفلكي الذي أسهم موقعه الفلكي المثالي في تسجيل الحدث بدقة عالية، في حين حالت الظروف الجوية أو الموقع الجغرافي دون رصده لدى العديد من المراصد الأخرى.
ويعكس هذا الرصد جهود فريق مرصد الشارقة الفلكي بالأكاديمية، مؤكدًا دورها كمركز إقليمي وعالمي متميز في مجال الأرصاد الفلكية، ومساهمتها في رفد المجتمع العلمي ببيانات نوعية تعزز من مكانة إمارة الشارقة كمنارة علمية تحتضن أبحاثًا رائدة في مجالات البحث والتعليم في علوم الفضاء.