عالمي
رحلة فلكية لرصد زخة شهب التوأميات نظمتها أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
نظّمت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة رحلة فلكية لرصد زخة شهب التوأميات لعام 2025 تحت سماء الشارقة، وذلك بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، ضمن أنشطتها المجتمعية لنشر الثقافة الفلكية وتعزيز الوعي المجتمعي بعلوم الفضاء والفلك، وإتاحة تجربة علمية ترفيهية مباشرة للرصد باستخدام أحدث وسائل الرصد المتاحة.
وأقيمت الفعالية في حديقة بحيص الجيولوجية بالشارقة التي تتميز ببيئتها الطبيعية المظلمة البعيدة عن مصادر التلوث الضوئي، ما يجعلها موقعًا مثاليًا للأنشطة العلمية ورصد الظواهر الفلكية. وشهدت الفعالية حضورًا واسعًا من الباحثين والمهتمين والمختصين في مجال علوم الفضاء الفلك.
واستهل البرنامج بجلسة علمية تضمنت شرحًا تفصيليًا لزخة شهب التوأميات، وآلية رصدها بالشكل الأمثل، إلى جانب توضيح أفضل أوقات المشاهدة، وإرشادات السلامة، وشرح طريقة استخدام وسائل الرصد المتاحة للمشاركين. كما شملت الرحلة التعريف بخريطة السماء والأجرام السماوية. ومتابعة عدد من الكواكب مثل المشتري وزحل، ورصد مجموعة من السُّدم والأجرام السماوية الأخرى، إضافة إلى الرد على استفسارات المشاركين وتزويدهم بالمعلومات العلمية اللازمة.
وتُعد زخة شهب التوأميات من أبرز الظواهر الفلكية السنوية وأكثرها غزارة، إذ يتراوح معدل الشهب المشاهدة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي بين 60 و120 شهابًا في الساعة. وتمتاز هذه الزخة بكون مصدرها الكويكب "3200 فايثون"، خلافًا لمعظم الزخات ذات المنشأ المذنّبي، كما تتسم شهبها بسطوع نسبي وحركة أبطأ مقارنة بغيرها، إذ تصل سرعة الشهب عند دخولها الغلاف الجوي للأرض إلى نحو 35 كيلومترًا في ثانية .
وتستمد زخة التوأميات اسمها من ظهور الشهب وكأنها تنطلق من نقطة إشعاع تقع في اتجاه برج التوأمان، فيما تنشط عادة خلال الفترة من 4 إلى 17 ديسمبر من كل عام. وتبلغ الزخة ذروتها خلال ليلة 13–14 ديسمبر، ويُعد الوقت الأمثل لرصدها في دولة الإمارات ما بين منتصف الليل وساعات الفجر الأولى، عندما تكون نقطة الإشعاع في أعلى موقع لها في السماء، ما يوفّر فرصة مثالية لمتابعة هذا الحدث الفلكي.
ويمكن لهواة الفلك رصد الزخة من الأماكن المظلمة ابتداءً من نحو الساعة العاشرة مساءً، على أن يزداد عدد الشهب تدريجيًا بعد منتصف الليل وصولًا إلى الذروة. وتنجم هذه الزخة عن مرور الأرض عبر بقايا صخرية صغيرة خلّفها الكويكب "3200 فايثون" خلال دورانه حول الشمس، حيث تخترق هذه الجسيمات الغلاف الجوي الأرضي وتتحول إلى شهب متوهجة تُشاهد بأعداد كبيرة خلال فترة الذروة.





